قاطرة الكلمة

مارجريت عازر تكتب: تشهد القضية الفلسطينية واللبنانية تطورات معقدة على الساحة الإقليمية والدولية

أستاذة مارجرجيت عازر &عضو مجلس النواب السابق ونائب رئيس كتله الحوار

تشهد القضية الفلسطينية واللبنانية تطورات معقدة على الساحة الإقليمية والدولية، مما يجعل التنبؤ بالسيناريوهات المحتملة يتطلب فهماً عميقاً للأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية. فيما يلي بعض السيناريوهات المحتملة للقضيتين:

السيناريوهات المحتملة للقضية الفلسطينية:

1. استمرار الجمود السياسي:

قد يستمر الوضع الراهن في القضية الفلسطينية في ظل غياب أي تقدم حقيقي في عملية السلام. الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وخاصة في ظل حكومات يمينية متشددة، قد تستمر في سياسة الاستيطان وتهميش حقوق الفلسطينيين، بينما تظل السلطة الفلسطينية منقسمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. هذا السيناريو يعزز الجمود السياسي ويزيد من معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، ويؤدي إلى تزايد الاحتجاجات والعنف المتبادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.


2. تصعيد المقاومة المسلحة:

تصعيد الأوضاع قد يحدث إذا استمرت الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، أو إذا تدهورت الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة والضفة الغربية. قد تلجأ الفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس والجهاد الإسلامي، إلى تصعيد المقاومة المسلحة ضد إسرائيل. وفي هذا السيناريو، قد نشهد جولات جديدة من العنف تشمل إطلاق الصواريخ من غزة وقصف إسرائيلي مكثف يؤدي إلى تدمير البنية التحتية ووقوع خسائر بشرية.


3. مفاوضات جديدة بوساطة دولية:


قد يتم التوصل إلى مفاوضات جديدة، سواء برعاية الولايات المتحدة أو دول أخرى مثل مصر أو الأردن، سعياً لحل سياسي يقوم على أساس حل الدولتين. هذا السيناريو يتطلب تغيرات كبيرة في السياسات الإسرائيلية والفلسطينية، وتقديم تنازلات من كلا الطرفين، لكنه يظل خياراً صعب التحقيق في ظل استمرار التيارات المتطرفة على الجانبين.


4. تدويل القضية:

قد تشهد القضية الفلسطينية جهوداً جديدة لتدويلها عبر المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والمحاكم الدولية. هذا السيناريو قد يتمثل في محاولات فلسطينية لتحصيل اعتراف دولي أوسع بدولة فلسطين، أو تقديم شكاوى قانونية ضد إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

السيناريوهات المحتملة للقضية اللبنانية

1. تصاعد الأزمة السياسية والاقتصادية:

لبنان يعاني من أزمة سياسية واقتصادية حادة منذ عدة سنوات. إذا استمر الجمود السياسي، خاصة مع عدم القدرة على تشكيل حكومة فعالة والفراغ الرئاسي، فقد يتفاقم الوضع الاقتصادي ويزداد التدهور المعيشي، مما قد يؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة بشكل كامل. هذا السيناريو يشمل تفاقم الأزمات الاجتماعية وارتفاع نسب الهجرة.


2. التدخل الدولي:

في حال استمرت الأزمة في التفاقم، قد يزداد الضغط الدولي على الأطراف اللبنانية للتوصل إلى تسوية سياسية. هذا السيناريو قد يتضمن دوراً متزايداً للأمم المتحدة أو دول مثل فرنسا وقطر في رعاية مؤتمر دولي لإيجاد حلول للأزمة، بما في ذلك إصلاحات اقتصادية وسياسية.


3. تصعيد عسكري بين حزب الله وإسرائيل:

أحد أخطر السيناريوهات هو حدوث مواجهة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل، سواء بسبب النزاع حول حقوق النفط والغاز في البحر المتوسط، أو نتيجة لأي تصعيد على الجبهة السورية أو الفلسطينية. هذا السيناريو قد يؤدي إلى تدمير واسع في لبنان، خاصة في ظل قدرات حزب الله العسكرية المتقدمة واستعداد إسرائيل للرد بقوة.
4. إعادة بناء النظام السياسي الداخلي:
• على المدى البعيد، قد يشهد لبنان محاولة لإعادة بناء النظام السياسي على أسس جديدة تضمن تقليص الطائفية وتعزيز حكم القانون والمساءلة. هذا السيناريو يعتمد على جهود داخلية مدعومة بضغوط شعبية ودولية للإصلاحات، لكنه يتطلب توافقاً بين النخب السياسية التي تستفيد حالياً من النظام الطائفي القائم.

الخاتمة:

القضيتان الفلسطينية واللبنانية تواجهان مستقبلاً غامضاً، حيث تتداخل الأبعاد الداخلية والخارجية بشكل معقد. السيناريوهات المحتملة تعتمد بشكل كبير على التطورات السياسية والعسكرية الإقليمية، بالإضافة إلى دور الفاعلين الدوليين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button