قاطرة الكلمة

د.مجدي الشيمي يكتب :الصراع في منطقة القرن الأفريقي

دكتورمجدي الشيمي& متخصص في الشئون الأفريقية ومؤسس حدوتة أفريقية

يقصد بالصراع هو التنافس او التعارض القولى او الفعلى بين طرفين او اكثر من الفاعلين ، وتتعدد مصادره فقد يكون صراع مائى او حدودى او صراع اثنى او اقتصادى وسياسى ، ويمكن ان تكون صراعات حدودية بين دولتين على اقليم معين مثل الصومال واثيوبيا وصراعات اثنية مثل رواندا وبوروندى أو اهلية بين اريتريا واثيوبيا .

الصراع الدولى القائم فى القرن الافريقى يرجع الى الاهمية الكبرى لمنطقة التحكم فى باب المندب والبحر الاحمر وتحكمه فى التجارة بين الشرق والغرب وتصارع امريكا وفرنسا واسرائيل علي التواجد في هذه المنطقة .

حرصت امريكا على تواجدها منذ الخمسينيات فى البحر الاحمر بحجة الامن والسلام فى العالم ووقعت اتفاق مع اثيوبيا على وجود قاعدة عسكرية فى اسمرة وهى من اهم القواعد العسكرية الامريكية خارجها.

اهتمت امريكا واسرائيل بمنطقة القرن الافريقى وذلك لقربها من البحر الاحمر والقرب من دول شبه الجزيرة العربية ووجود اهم الممرات المائية لتسهيل نقل النفط وحماية شركات البترول الاوربية والامريكية فى منطقة الخليج وعدم اعطاء الفرصة للتسلل الشيوعى السوفيتى والصينى .

فى الستينات اخذت اسرائيل دور الوكيل عن امريكا فى لعب الدور الهام فى المنطقة ومساعدة امريكا لاثيوبيا ضد اريتريا .

فى السبعينيات تم تبادل الادوار حيث تخلت اثيوبيا عن المعسكر الغربى واعلنت الماركسية رسمية وتحالفها مع المعسكر السوفيتى الاستراكى لذلك حرصت امريكا على بقاء اريتريا تحت سيطرة اثيوبيا لحماية الامن القومى الاسرائيلى والحفاظ على المصالح الامريكية والتحكم فى باب المندب .

بعد انتهاء الحرب الباردة انفرد الدور الامريكى فى القرن الافريقى وترتب عليه انهيار حكم منجستو فى اثيوبيا اما فى السودان حاولت عزل الجبهة الاسلامية فعززت روابطها العسكرية والاقتصادية مع اوغندا ورواندا .

يلاحظ تدخل امريكا فى الصومال فى 1992 بغرض استعراض القوة العسكرية والهيمنة حتى لا تطالب بمنطقة أوجاديين مرة اخرى وترتب علي ذلك عزل الصومال عربيا وافريقيا ً فاصبحت فى شبه عداء مستمر مع اثيوبيا وكينيا .

من اهم نتائج الصراعات هى تدمير البنية التحتية وهروب راس المال للخارج واحجام الاستثمارات الاجنبية على الدخول وتوجيه معظم الحكومات انفاقها على الانفاق العسكرى وليس لتنمية او حتى الخدمات الاجتماعية ونقص الصحة والتعليم وكثرة اللاجئين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى