«الأعلى للثقافة» يحتفى بالأديب الراحل فتحي غانم
تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الدكتور أسامة طلعت؛ نظمت لجنة السرد القصصى والروائى أمسية بعنوان: “احتفالية فتحى غانم للقصة القصيرة”، وذلك بالتزامن مع حلول العام المئة على مولد الأديب الراحل فتحى غانم، وشهدت الاحتفالية حضور مقرر اللجنة الكاتب منير عتيبة، وأدار النقاش الشاعر أحمد فضل شبلول، وشارك فى الأمسية كوكبة من الأدباء والنقاد والأكاديميين، ومن بينهم: الدكتورة زبيدة عطا، وتحدثت حول: “فتحى الكاتب والإنسان”، الكاتب شعبان يوسف، وتناول: “فتحى غانم بين الأدب والسياسة”، والدكتورة عزة بدر وقدمت: “قراءة فى مجموعة: سور حديد مدبب لفتحى غانم”، والدكتورة هالة أبوعلم التى تناولت: “النقد الاجتماعى فى أدب فتحى غانم”.
تحدث الكاتب أحمد فضل شبلول مشيرًا إلى أهمية هذه الفعالية التى جاءت للاحتفاء بالأديب المصرى فتحى غانم، المولود بالقاهرة عام 1924م، والذى يُعد من أبرز الروائيين الذين تركوا بصمة واضحة فى الأدب العربى؛ فبعد تخرجه في كلية الحقوق، انغمس غانم فى عالم الصحافة، حيث شغل مناصب قيادية فى العديد من المؤسسات الصحفية المصرية، وقد تجلّى ذلك فى رواياته المتنوعة التى تناولت قضايا اجتماعية وسياسية عميقة، مثل: “زينب والعرش” التى تتناول قصة حب فى إطار تاريخى، و”الرجل الذى فقد ظله”، و”تلك الأيام” التى ترصد حياة الطبقة الوسطى المصرية، وبفضل أسلوبه السلس وقدرته على تحليل النفس البشرية، استطاع غانم أن يقدم لنا لوحات حيَّة عن المجتمع المصرى ، مما جعله أحد أهم الروائيين المعاصرين.
فيما تحدثت الدكتورة زبيدة عطا راسمة لوحةً معبرةً عن زوجها الراحل الأديب فتحى غانم، واصفة إياه بالرجل الذى لم يفقد ظله ومبادئه قط؛ حيث أنه تميز بشخصية متوازنة وحكيمة، تجسدت فى مواقف عدة بعضها فى أشد الأحداث اضطرابًا؛ ففى خضم أحداث يناير 1977م، اختار غانم صوت العقل والقلم، ليُسجل معاناة الشعب بصراحة وموضوعية، متحملًا تبعات موقفه الشجاع؛ فإنه كان أديبًا يرى فى الكلمة سلاحًا نافذًا؛ فجمع بين عمق الفكر وحس المسئولية، ليترك إرثًا أدبيًا وصحفيًا غنيًا، وفى مختتم حديثها أكدت أن الراحل برز كأديب مصرى، ورحل تاركًا بصمة واضحة فى المشهد الأدبى؛ حيث نجح فى أن يترك لنا إرثًا أدبيًا غنيًا من الروايات التى تناولت قضايا اجتماعية عميقة ومتنوعة المناحى، مما جعله أيقونة أدبية حظيت بتقدير كبير من النقاد والقراء على حدٍ سواء.
ثم تحدث الكاتب شعبان يوسف مؤكدًا أن أعمال الأديب فتحى غانم اتسمت بالتنوع والشمول؛ فقد قدم للمكتبة العربية روايات مثل: “الرجل الذى فقد ظله” و”تلك الأيام” وكتب غانم أيضًا رواية “الغبى”، والتى رغم عدم شهرتها، تميزت بصورها الرائعة وتابع مشيرًا إلى أن الكاتب الراحل فتحى غانم تناول فى رواية “الساخن والبارد” صراع الحضارات بطريقة إبداعية، وأكد الكاتب شعبان يوسف فى مختتم حديثه أن غانم كان كاتبًا متميزًا، وتمتع بأسلوب سلس وواضح، وقدرة على طرح القضايا المعقدة بطريقة مبسطة، وهو ما يجعل أعماله لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى يومنا هذا، وذلك لما تحتويه من أفكار عميقة متنوعة وقيم إنسانية شتى.
فيما أشادت الدكتورة هالة أبو علم برواية ‘الرجل الذى فقد ظله” للأديب الراحل فتحى غانم، معبرةً عن إعجابها بعمقها وجمالياته؛ حيث دفعتها مشاهدتها إلى الفيلم الذى حمل نفس العنوان إلى الغوص فى عالم الرواية، لتكتشف عبقرية لغته وقدرته على استكشاف أعماق النفس البشرية، وأشارت إلى أن روايات فتحى غانم، مثل: “معركة المثقفين مع السلطة” تقدم لوحة بانورامية للحياة الثقافية والسياسية فى مصر، من خلال تناوله لقضايا الفقر والطبقة الوسطى بعمق وواقعية، وتابعت حديثها موضحة أن أعمال هذا الأديب المبدع ليست مجرد روايات، بل هى وثائق تاريخية تعكس روح العصر الذى كتبت فيه. ففي روايته “الرجل الذي فقد ظله” على سبيل المثال، استطاع أن يقدم لنا صورة معقدة للمثقف المصرى، وأزمة الهوية التى يعانى منها فى مجتمع متغير، وفى مختتم حديثها أكدت أن الأدب الحقيقى هو نتاج تفاعل الكاتب مع مجتمعه، وأن الأديب الراحل فتحى غانم استطاع أن يرصد نبض عصره ويترجمه إلى أعمال أدبية خالدة.
ختامًا أكد الكاتب منير عتيبة، أن فتحى غانم ترك إرثًا إبداعيًا مهمًا يجعله يستحق الاحتفاء به فى أى وقت، ليس فقط بسبب مرور مئة عام على ميلاده، وتابع مشيدًا بعمق تأثير رواياته عليه منذ صباه، وأشار إلى أن الراحل فتحى غانم، من خلال روايات له مثل: “زينب والعرش” و”الأفيال”، نجح فى صياغة رؤى عميقة جمعت بين عالم الصحافة والصراع الاجتماعى، وفى مختتم حديثه وجه حديثه إلى قراء الرواية مطالبًا إياهم باستكشاف أعمال فتحى غانم، مؤكدًا قيمتها الأدبية الكبيرة، كما أكد ضرورة تسويق الأدب الجيد وتشجيع القراءة بين الشباب بشكل عام.