«من البساطة إلى السخرية ».. نجيب محفوظ يقدّم قراءة جديدة لأفكار عميد الأدب العربي
«من البساطة إلى السخرية ».. نجيب محفوظ يقدّم قراءة جديدة لأفكار عميد الأدب العربي
يحتفل محبو الأدب اليوم بالذكرى الثامنة عشرة لوفاة الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي يُعد من أبرز الروائيين العرب في القرن العشرين، وكان محفوظ أول كاتب عربي يُمنح جائزة نوبل للآداب في عام 1988، توفي نجيب محفوظ في 30 أغسطس 2006.
في العدد الصادر بتاريخ 1 فبراير 1934 من مجلة “المجلة الجديدة”، قدم نجيب محفوظ رؤيته النقدية عن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، أحد أبرز المفكرين والأدباء في العالم العربي، ويثني محفوظ في مقاله عن تقديره العميق لطه حسين، معلقًا على براعته في الكتابة وذكائه الفريد.
رجل الذكاء
أشاد نجيب محفوظ بـ طه حسين قائلاً: أما طه فهو رجل الذكاء، وهو يظهر فى مكانتين من أهم مكاناته، البساطة والسخرية، وانك لتقرأ لطه حسين فلا تعثر على كلمة شاذة أو جملة معقدة أو تعبير ملتو أو فكرة غامضة، وإنما تفهم كل ما يريد أن يفهمك إياه وأنت مرتاح سعيد في نشوة وصفاء، وليست هذه السهولة مما يدل على سهولة الموضوع الذي يعالجه الكاتب أو على ابتذاله وكأنها دلالة على الذكاء النافذ، الذكاء الرياضي أو الذكاء الفرنسي إن شئت – الذي لا يطيق الغموض أو التعقيد والذى يعطى محصوله بسيطا بساطة البديهيات الرياضية وإن كان تمثيله وهضمه من أعسر الأمور، فهذا هو السهل الممتنع حقا.
الجانب الساخر
كما تناول “محفوظ” الجانب الساخر في في أسلوبه طه حسين، موضحًا، أما السخرية فشديدة الوضوح في أسلوب طه وتصويره للأمور، وهي في ماهيتها جمع للمتناقضات عن طريق الإشارة الخفية والصحة البعيدة وقوامها قوة الملاحظة والانتباه الشديدين
وأشار “محفوظ” إلى أن الذكاء يؤدي الشك، وقد كان الشك أساس البحث عند طه حسين، ذلك البحث القيم الذي صار أنموذجا للمفكرين والذى أحدث أثرا كبيرا في بحث الآثار الأدبية الإسلامية