نيفين شحاتة تكتب : “هتدخل معانا مييح.. هتخرج دحييح”
نيفين شحاتة تكتب : “هتدخل معانا مييح.. هتخرج دحييح”
بعد الأفراح والليالي الملاح والزغرودة الحلوة التي رنّت في بيتنا، ونحن في طريقنا لوضع منظومة جديدة للثانوية العامة، أرى ضرورة إعادة النظر في نظام الامتحانات الحالي الذي يعتمد على الأسئلة الاختيارية والإجابة باستخدام البابل شيت. فالحمد لله لم ننجح في بنوك الأسئلة، ولا في غلق سناتر الدروس، ولا في تغيير ثقافة الأهالي أو الطلاب. وأزيدك من الشعر بيتًا، اليوم رمى شاب في سيارتي بروشور إعلان عن سنتر يعلن عن فتح باب الحجز لطلاب الابتدائية والإعدادية والثانوية، وشعاره “هتدخل معانا مييح.. هتخرج دحييح”، ويقدم رحلة مجانية لكل الطلاب هدية النجاح، وحفلة تكريم خيالية لكل طالب داخل الثانوية. وبادر بالحجز لأن العدد محدود. نعم، كما أقول لكم، نفس السناتر بإعلاناتها والتي بدرت هذه السنة قليلًا في يوم إعلان نتيجة الثانوية العامة – لا والنبي بدرت إيه، دا كده تأخرت – يبدأون الحجز من شهر يوليو كل سنة، ولكن لظروف إعلان النتيجة.
يعني، تجيبها كده أو كده، هي نفس السناتر والثقافات والعقليات ونفس استنزاف جيوب الأهالي. هل هذا معقول؟ لا فائدة، إذًا العقل يقول:
يجب أن نعود لأسلوب الامتحانات الذي يعتمد على الكتابة، والذي يفرز ملكات وقدرات الطالب. خاصة وأنه علميًا اليد لها ذاكرة مثل العين والمخ، بالإضافة إلى تزايد شكاوى أساتذة الجامعات في السنوات الماضية من ضعف القراءة والكتابة لدى طلاب الجامعات وكثرة الأخطاء الإملائية.
وأرى أنه من أضعف الإيمان العودة لنظام الامتحانات باستخدام البوكليت على الأقل للحد من نافورة الغش وتداول الأسئلة الذي أصبح أسرع من البرق، ونفرح الطالب الذي ذاكر ونميز بينه وبين الغشاش.
نعم، الشهادات الأجنبية تعتمد على البابل شيت وأسئلة الاختيار من متعدد، ولكن طريقة الاستخدام وتدريب الطلاب وحتى طريقة التظلم من النتيجة فيها إقناع للطالب ولولي الأمر في أحقية حصول الطالب على الدرجة من عدمه. وهذه الأمور، لا مؤاخذة، تختلف عن ما نفعله لأولادنا في الثانوية العامة.
وأرى أن هذه النتيجة لا تعبر عن المستوى الحقيقي للطلاب طالما أن المناهج هي نفسها والسناتر هي نفسها وأسلوب الامتحانات وهمي لا يغني ولا يسمن من جوع.