قاطرة الكلمة

مصطفى رشوان يكتب: كيف تعزز ثقافة القراءة شخصية الطفل؟

مصطفى رشوان & أخصائي تربوي

في عالم يعتمل بالتطور والتغييرات السريعة، والتكنولوچيا أصبحت من المدخلات الرئيسية، تأتي ثقافة الطفل والقراءة للأطفال كأساسٍ حجريٍّ لتكوين شخصيةٍ سليمة واكتساب مهاراتٍ تعليميةٍ قيمة، فمن خلال تعزيز ثقافة القراءة والتعمق أكثر فأكثر في أدب الأطفال بجميع فروعه يمكن للأطفال أن يستكشفوا عوالمًا جديدة، ويثروا مخيلتهم، ويطوّروا لغتهم، ويعزّزوا خيالهم، ويوازنوا بين التطور التكنولوجي والعملية التثقيفية، بالتأكيد ستساعد عملية التثقيف في بناء أطفال قادرين على مواكبة هذا التطور التكنولوجي الرهيب بالإيجاب، وتفعيل التقنيات المطلوبة لعالم أفضل.

إنّ تعزيز ثقافة الطفل والقراءة للأطفال يُعَدّ  أساسًا لنموِّ شخصيتهم وتطوير قدراتهم العقلية والاجتماعية، بدءاً من سن مبكّرة، يمكن للقراءة أن تشكّل جزءاً مهماً من تجربة الطفل، حيث تعمل على توسيع آفاقه وتعزيز تفكيره الإبداعي، وفي ظل وجود تكنولوجيا متقدمة تلهم الأطفال وتجذب انتباههم، لا يزال للكتب والقراءة دور لا يمكن إغفاله في تنمية عقول الصغار، فالقراءة تمنح الأطفال الفرصة لاكتشاف العالم وفهمه بشكل أعمق، كما تعزز قدراتهم في التعبير والتفكير النقدي.

ثقافة الطفل تعتبر أساسية في بناء شخصيته وتشكيل هويته منذ الصغر، فهي تحدد طريقة تفكيره وسلوكه وعلاقته بالعالم المحيط به؛ ولعل من أهم أهداف القراءة تشكيل الهوية والقيم، ثقافة الطفل تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل هويته وتحديد قيمه ومبادئه، أيضًا تعرض الأطفال للعديد من التجارب والتأثيرات التي تؤثر على تطوير شخصيتهم وتوجهاتهم المستقبلية.

عندما ندقق النظر بعيون المربين والمعلمين لوجدنا أن بناء ثقافة الطفل يساعد على تنمية القدرات والمهارات، وأيضًا يسهم في تنمية مجموعة متنوعة من القدرات والمهارات مثل التفكير النقدي، الإبداع، التواصل، وحل المشكلات. إنّ تعريض الأطفال لتجارب مختلفة ومحفزة يساعدهم على تطوير قدراتهم بشكل شامل؛ فالثقافة الغنية تمكن الأطفال من التعرف على العالم المحيط بهم وبناء علاقات اجتماعية صحية وتشجيع الطفل على استكشاف العالم بمفرده وبثقة يزيد من وعيه بذاته ويساهم في تطوير شخصيته الاجتماعية، تلعب عملية تحفيز الفضول والاستكشاف من خلال تعزيز ثقافة الطفل توفير بيئة تحفزه على اكتشاف عوالم جديدة وتحدي نفسه، يساهم في تنمية رغبته في الاستمرار في التعلم وتحقيق إمكانياته الكامنة.

بإعتبار ثقافة الطفل عنصرًا أساسيًا في تكوين شخصيته ونموه، يعتبر دعمه وتشجيعه على التعرف على العالم وتحقيق إمكانياته أمرًا ضروريًا لبناء جيلٍ مثقفٍ ومتميزٍ في المستقبل.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button