قاطرة الكلمة

مصطفى رشوان يكتب : توعية الأطفال ضد خطر التحرش: حماية بالنور والمعرفة في ورشة حكايا شمس وفعالية “لام شمسية”

مصطفى رشوان مدير أكاديمية شمس للتأسيس مدرب تنمية مهارات لغوية

التحرش الجنسي يُعتبر أحد التحديات التي تواجه المجتمعات كافة، والتي تتطلب وعيًا وجهودًا متواصلة للتصدي لها، خاصةً مع الأطفال الذين يحتاجون إلى الرعاية والتوجيه المستمر، في هذا المقال، سنستعرض تعريف التحرش وأسبابه، وأهمية توعية الأطفال لتجنب هذا السلوك الشاذ، بالإضافة إلى كيفية التحدث مع أولياء الأمور حول هذا الموضوع الحساس.

مفهوم التحرش وأسبابه:


التحرش الجنسي يُعرف بأنه أي سلوك غير لائق أو غير مرحب به موجه نحو شخص آخر، بهدف إيذائه نفسيًا أو جسديًا، ويأخذ أشكالاً عديدة مثل اللمس غير المناسب، أو الكلمات المسيئة، أو الإشارات المخلة. 
أما عن أسباب حدوث التحرش، فقد يكون نتيجة لغياب التوعية بالقيم والأخلاق، أو ضعف القوانين الرادعة، أو حتى تأثير البيئة المحيطة التي تُروج لهذا السلوك.
وقد يلعب الجهل بدور كبير في جعل الأطفال ضحية سهلة للتحرش، حيث ينقصهم أحيانًا الفهم الكافي حول كيفية حماية أنفسهم.

توعية الأطفال: درع الوقاية الأهم:


لعب دور التوعية للأطفال يبدأ من إدراك أهمية الحوار معهم بلغة بسيطة ومباشرة تناسب أعمارهم، يجب أن يتعلم الطفل منذ الصغر أن جسمه ملكه وحده، وأن هناك أجزاء خاصة لا يُسمح لأحد بلمسها. 
بالإضافة إلى ذلك، تعليم الأطفال قول “لا” بصوت عالٍ وبطريقة حازمة عندما يشعرون بعدم الراحة، يُعد وسيلة فعالة في التصدي لأي محاولة تحرش. كما يُفضل دمج التوعية مع الأنشطة اليومية من خلال القصص التوعوية التي توصل رسائل هادفة بطريقة محببة للأطفال. 

التحدث مع أولياء الأمور حول القضية:


من المهم أن يدرك أولياء الأمور دورهم الحيوي في حماية أطفالهم من التحرش، لذا يجب الحديث معهم بلغة واضحة عن ضرورة بناء علاقة ثقة مع أطفالهم، بحيث يشعر الطفل بالأمان في البوح بأي موقف مزعج قد يتعرض له. 
كما يُنصح الأهل بمراقبة سلوك الأطفال والاهتمام بأي تغيير ملحوظ في حالتهم النفسية أو تصرفاتهم اليومية، فقد تكون هذه الإشارات دليلاً على تعرضهم لمواقف غير مريحة. بالإضافة إلى ذلك، ضرورة التوعية المستمرة للأهل حول كيفية التعامل مع الطفل بحكمة وهدوء عند الحديث عن هذه الموضوعات الحساسة.

في الختام


توعية الأطفال ضد خطر التحرش ليست خيارًا بل ضرورة لحمايتهم وضمان مستقبل آمن لهم. المعرفة هي السلاح الأقوى الذي يمكن أن نحمي به أطفالنا، والحوار المستمر هو الجسر الذي نصل به إلى قلوبهم وعقولهم. من خلال التعاون بين الأهل والمدارس والمجتمع، يمكننا أن نؤسس جيلاً واعيًا وقادرًا على حماية نفسه من أي خطر يهدده، ولمزيد من المعلومات التوعوية تقيم أكاديمية شمس ورشة تفاعلية وتوعوية للأطفال وأولياء الأمور باسم “لام شمسية”. ورشة مجانية، يوم السبت الموافق ٥ أبريل في الحديقة الدولية بمدينة نصر، وستشهد هذه الفاعلية الكثير والكثير من الأنشطة المهمة لتوعية الأطفال وأولياء أمورهم بخطر هذا السلوك الشاذ وكيفية تجنبه، حفظ الله الوطن وأدام نعمة تفوق أطفالنا بصحة جيدة في كل مجالات الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى