قاطرة الكلمة

محمود أحمد فراج يكتب:مصر والكوميسا: شراكة من أجل التنمية الإقليمية

دكتور محمود أحمد فراج&مؤسس مبادرة حدوتة إفريقية

تمثل مصر أحد الأعضاء المؤسسين للسوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا)، ولطالما لعبت دوراً محورياً في تعزيز التعاون الاقتصادي والتكامل الإقليمي في القارة الأفريقية تضم الكوميسا 21 دولة في عضويتها، وهي تغطي منطقة واسعة من القارة الأفريقية تمتد من شرقها إلى جنوبها.

لذا نهدف إلى تسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين مصر والكوميسا، وأهمية هذه الشراكة في دفع عجلة التنمية المستدامة في المنطقة.


وتمثل أهمية الكوميسا لمصر:


تعزيز التجارة والاستثمار: تساهم مصر بشكل كبير في التجارة البينية داخل الكوميسا، وتستفيد من الاتفاقيات التجارية التي تتيح لها الوصول إلى أسواق جديدة وتوسيع نطاق صادراتها.
جذب الاستثمارات: توفر الكوميسا منصة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي في مصر.
التكامل الإقليمي: تسعى مصر من خلال عضويتها في الكوميسا إلى تحقيق التكامل الإقليمي في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة، والصناعة، والنقل، والطاقة.
التأثير الإقليمي: تتمتع مصر بوزن كبير داخل الكوميسا، مما يمكّنها من التأثير في صياغة السياسات الإقليمية وتعزيز المصالح المصرية.


أهداف مصر من تجمع الكوميسا:


1– زيادة التجارة البينية: تسعى مصر إلى زيادة حجم التجارة البينية مع الدول الأعضاء في الكوميسا من خلال تذليل العقبات أمام حركة التجارة وتنويع المنتجات المتبادلة.
2 تعزيز الاستثمار: تعمل مصر على جذب المزيد من الاستثمارات إلى القارة الأفريقية، خاصة في القطاعات الواعدة مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
3- دعم الصناعة المحلية: تسعى مصر إلى تطوير صناعاتها المحلية وزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق الإقليمية.
4-تعزيز التعاون في مجال الطاقة: تسعى مصر إلى تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في مجال الطاقة، خاصة في مجال الطاقة المتجددة، والاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة في المنطقة.


التحديات والآفاق المستقبلية:

على الرغم من أهمية الشراكة بين مصر والكوميسا، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها، مثل:
البيروقراطية: تواجه التجارة البينية بين الدول الأعضاء بعض العقبات البيروقراطية التي تؤدي إلى زيادة التكاليف وتأخير الإجراءات.
البنية التحتية: تحتاج بعض الدول الأعضاء إلى تطوير بنيتها التحتية لتعزيز التجارة والاستثمار.
التفاوت الاقتصادي: يوجد تفاوت كبير في المستويات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، مما يمثل تحدياً لتحقيق التكامل الاقتصادي.
جدير بالذكر تمثل الدول الأعضاء في تجمع الكوميسا:
القرن الأفريقي: جيبوتي، إريتريا، إثيوبيا، الصومال
شمال أفريقيا: مصر، ليبيا، السودان، تونس
المحيط الهندي: جزر القمر، مدغشقر، موريشيوس، سيشل
البحيرات الإفريقية الكبرى: بوروندي، كينيا، ملاوي، رواندا، أوغندا
جنوب أفريقيا: إسواتيني (سوازيلاند سابقاً)، زامبيا، زيمبابوي
أفريقيا الوسطى: جمهورية الكونغو الديمقراطية

لذا تعتبر الشراكة بين مصر والكوميسا شراكة استراتيجية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. من خلال العمل معاً، يمكن للدول الأعضاء في الكوميسا تحقيق أهدافها التنموية المشتركة وتعزيز التعاون جنوب-جنوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى