محمد تيمور.. صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي
محمد تيمور.. صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي
تعد القصة القصيرة من أمتع الفنون، فهي كالجوهرة الثمينة في تاج الفنون الكتابية، محفورة في وجدان ثقافتنا العربية، وفي زمن هيمنت فيه الرواية الطويلة والمقامات على المشهد الأدبي، ظهر سؤال مهم: مَن هو مؤلف أول قصة قصيرة في الأدب العربي؟
كان صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي، هو الأديب محمد تيمور، ذلك الشاب المبدع ابن الباشوات، الذي ولد عام 1892 في أسرة عريقة اشتهرت بالأدب والثقافة، وكأن القدر أراد له أن يكون تيمور جسرًا بين عالمين: عالم الأدب العربي التقليدي الذي ورثه عن أسرته، وعالم الأدب الغربي الحديث الذي تعرف عليه خلال دراسته في فرنسا.
أول قصة قصيرة “القطار”
عام 1917 شهد ميلاد أول قصة قصيرة في الأدب العربي الحديث، وهي قصة “القطار” لمحمد تيمور، مثلت هذه القصة ثورة أدبية صغيرة، إذ قدمت أسلوبًا جديدًا في السرد، وتناولت موضوعات اجتماعية بواقعية لم يألفها القراء العرب من قبل.
شكلت أعمال تيمور المتنوعة – من قصص ومسرحيات وشعر وكتابات فكرية – منظومة إبداعية متكاملة ساهمت في تحديث الأدب والفكر العربي، بل إن بعض النقاد قسموا الحياة الأدبية إلى عصرين: ما قبل تيمور وما بعده.
كانت كتابات تيمور البداية الحقيقية للأدب العربي العصري الحديث، برع في مجال القصة بوعي فني عميق ومضمون فكري ثري، مرسيًا تقاليد القصة القصيرة، اعتمد في ذلك على موهبته الفذة وحسه الفني وثقافته الواسعة، مستفيدًا من تجربته في أوروبا ومن التحامه بقضايا مجتمعه المصري، لم تكن إبداعاته مجرد محاكاة شكلية للأدب الغربي، بل كانت وسيلة لتوظيف هذه الأنماط في تجسيد القضايا التي تهم أبناء وطنه.
تميز تيمور بثقافته الواسعة وروحه المغامرة في عالم الأدب، تجرأ على كسر القوالب الأدبية السائدة في عصره، مقدمًا للقراء العرب شكلًا جديدًا من الكتابة: القصة القصيرة، وقد تجلى إبداعه في مجموعته القصصية “ما تراه العيون”.
لم يقتصر إبداع تيمور على القصة القصيرة فحسب، بل امتد ليشمل المسرح أيضًا. ساهم في تأسيس “جمعية أنصار التمثيل” وقدم للمسرح العربي عدة كوميديات اجتماعية مميزة، منها “العصفور في القفص” و”الهاوية”، إضافة إلى أوبريت “العشرة الطيبة” التي لحنها الموسيقار الكبير سيد درويش.
كانت كتابات تيمور هي البداية الحقيقية للأدب العصري الحديث وبرع أيضا في مجال القصة بوعي بناء فني ومضمون فكري وإرساء تقاليد القصة القصيرة باعتماده على موهبته الفذة وحسه الفني وثقافته الواسعة والسنين التي أمضاها في ربوع أوروبا بالإضافة إلى التحامه مع قضايا مجتمعه المصري فلم تكن إبداعاته محاكاة شكلية لأنماط الأدب الغربي بل كانت وسيلة لتوظيفها بتجسيد بلورة المضامين التي تهم أبناء شعبه.