هل يمكنك أن تتخيل صعود 1420 درجة كل يوم – 3 أو 4 مرات في اليوم، لا أقل؟ طريق شديد الانحدار يؤدي إلى كهف مخفي في أعماق الجبال. يبدو الأمر مستحيلاً، أليس كذلك؟لكن قلب الجبل يحدثنا عن شخص استطاع فعل ذلك وهو – القديس أنطونيوس، أب جميع الرهبان وكوكب البرية.
ولد أنطونيوس عام 251 م في قمن بمصر لوالدين ثريين، وكان من الممكن أن تكون حياته مليئة بالراحة والرفاهية.لكن القدر كان له خطة مختلفة. في سن العشرين، توفي والده، وترك لرعاية أخته.
ذات يوم، بينما كان في الكنيسة، سمع آية من شأنها أن تغير كل شيء:“إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني”.
كيف تستجيب لمثل هذه الدعوة؟ هل تترك كل شيء خلفك، وتتخلى عن كل ثروتك، وتحتضن حياة العزلة والتضحية؟ لقد فعل القديس أنطونيوس ذلك. لقد أعطى كل شيء للفقراء وعهد بأخته إلى مجموعة من العذارى، وخطا إلى المجهول. كانت هذه بداية شيء غير عادي.
لم يكن هناك شيء اسمه الرهبنة في ذلك الوقت، لكن أنطونيوس أصبح مؤسسها. اعتزل في الصحراء، وعاش وحيدًا في ظروف قاسية، ومن خلال نضالاته، أصبح أبًا لجميع الرهبان. هل يمكنك أن تتخيل العيش في البرية، وليس لديك سوى الإيمان والصلاة لدعمك؟ ومع ذلك، هذا هو بالضبط ما فعله القديس أنطونيوس.
خلال فترة وجوده في الصحراء، واجه تجارب لا يمكن تصورها. سعى الشيطان نفسه لإغرائه. ولكن كيف تغلب أنطونيوس على هذه الإغراءات؟ الصلاة. بإيمان لا يتزعزع، هزم كل قوة شيطانية.
. لقد خبز خبزًا يكفي لمدة ستة أشهر
وفي وقت الاستشهاد اشتاق ان يستشهد و ذهب إلى الإسكندرية لزيارة المسيحيين المسجونين ومنحهم القوة للثبات في المسيح يسوع. ولكنه لم ينال اكليل الشهاده و عاد إلى قلايته في الصحراء الشرقية. وفي لحظة من لحظات الوحدة، حدث أمر مذهل.
كان إيمان القديس أنطونيوس عميقًا لدرجة أن ملاكًا ظهر له مرتديًا نفس الملابس البسيطة التي يرتديها الرهبان اليوم. كان الملاك يضفر زعف النخيل، ومنذ تلك اللحظة، أصبح هذا هو الزي التقليدي للرهبان.
عاش القديس أنطونيوس حياة الخدمة والتضحية والعزلة. توفي عن عمر يناهز 105 أعوام، ولكن حتى في الموت، عاش إرثه. قبل رحيله، أوصى بإخفاء جسده، لضمان عدم ضياع روحه المتواضعة.
اليوم، إذا زرت دير الأنبا أنطونيوس في جبال البحر الأحمر، فستواجه : 1420 درجة متعرجة تؤدي إلى قلايته و مع كل خطوة، ستستلهم كلماته، المنقوشة على طول الطريق، لتذكرك بحياته القوية وإيمانه الذي لا يتزعزع. وعندما تصل أخيرًا إلى الكهف، سيتعين عليك المرور عبر شق ضيق لتدخل للمغاره
تمامًا كما عاش القديس أنطونيوس، متواضعًا، في عزلة.هل أنت مستعد للسير على خطاه؟ لتسلق خطواتك الـ 1420 من الإيمان واكتشاف حياة ذات هدف وسلام؟ بدأت رحلة القديس أنطونيوس عندما تاثر بايه واحده – وربما ستبدأ رحلتك أيضًا.
