قاطرة الكلمة

مارجريت عازر تكتب : عرض القوة الناعمة من خلال الفن والثقافة: مصر كمنارة للإبداع

أستاذة مارجرجيت عازر &عضو مجلس النواب السابق ونائب رئيس كتله الحوار



في عالم اليوم، أصبحت القوة الناعمة وسيلة رئيسية لتحقيق التأثير الدولي والريادة الثقافية. وعلى مر العصور، كانت مصر حاضنة للفن والثقافة، وقوة ناعمة مؤثرة على الصعيدين الإقليمي والدولي. من خلال إحياء التراث الفني والثقافي، يمكن لمصر أن تستعيد دورها كمصدر للإبداع والتأثير، وتثبت أن الثقافة قوة ناعمة قادرة على تحقيق الوحدة والتقدم.

القوة الناعمة: قوة تأثير بلا حدود

القوة الناعمة هي القدرة على التأثير في الآخرين من خلال الجذب والإقناع بدلاً من استخدام القوة الصلبة. ويعتبر الفن والثقافة من أهم وسائل هذه القوة، حيث يمتلكان القدرة على عبور الحدود الجغرافية واللغوية، وجذب الناس من مختلف الأعراق والثقافات. مصر، بموروثها الثقافي الضخم، لديها القدرة على استغلال هذا المفهوم وتعزيزه عالميًا.

الفن المصري: تراث متجدد

منذ فجر التاريخ، كانت مصر مركزًا للفن الراقي. من فنون النحت والرسم في العصور الفرعونية، إلى الشعر والغناء والأدب في العصور الحديثة، لعبت مصر دورًا رئيسيًا في تشكيل الهوية الفنية العالمية. وفي العصر الحديث، كانت السينما المصرية، على سبيل المثال، هي القوة الدافعة في العالم العربي، حيث أُنتجت أفلام خالدة تلامس قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة.

اليوم، مع تطور وسائل الإعلام وظهور المنصات الرقمية، يمكن أن يمتد هذا التأثير إلى أبعد من العالم العربي ليشمل جماهير عالمية. إحياء الفن التقليدي ودعم المواهب الشابة في مجالات متعددة مثل السينما والمسرح والموسيقى يمكن أن يفتح بابًا جديدًا أمام مصر للتأثير في المجتمع الدولي.

قصور الثقافة: بوابة لإحياء التراث

قصور الثقافة في مصر كانت وما زالت منابر للإبداع والمواهب المحلية. هذه المؤسسات الثقافية يجب أن تلعب دورًا أكبر في دعم المشاريع الفنية التي تعزز الهوية الوطنية. يمكن من خلال هذه القصور تقديم دورات تدريبية وورش عمل للفنانين الشباب، وإقامة معارض ومسابقات للفنون التقليدية. كما يمكن تفعيل الشراكات مع الجامعات والمؤسسات الدولية لدعم تبادل الثقافات وتعزيز الحوار الحضاري.

دعم الفنون الشعبية: جسر بين الماضي والحاضر

الفنون الشعبية المصرية تمثل حلقة وصل بين الماضي والحاضر. الدبكة، الغناء الشعبي، الرقص الفلكلوري، والحرف اليدوية هي عناصر مهمة تعكس الهوية الثقافية للشعب المصري. من خلال دعم هذه الفنون وإبرازها في المهرجانات المحلية والدولية، يمكن لمصر أن تستعيد دورها الرائد في تقديم صورة متجددة للفن المصري الأصيل.

الفن كأداة للتنمية الاجتماعية

إلى جانب القوة الثقافية الناعمة، يلعب الفن دورًا في تعزيز التنمية الاجتماعية. من خلال تعزيز البرامج الفنية في المدارس والمجتمعات المحلية، يمكن تحسين الوعي الاجتماعي وتعزيز الانتماء الوطني. الفن يمكن أن يكون أداة للتعبير عن المشكلات الاجتماعية والسياسية وتعزيز الحوار بين مختلف فئات المجتمع.

مصر والعالم: تواصل ثقافي عبر الحدود

من خلال التفاعل مع المجتمعات الدولية، يمكن لمصر أن تعزز قوتها الناعمة بشكل أكبر. تعزيز التبادل الثقافي مع دول العالم، من خلال إقامة مهرجانات ومعارض دولية، سيمكن من تقديم الفن المصري لجمهور عالمي. كما يمكن أن تشارك مصر في المبادرات الثقافية العالمية التي تعزز السلام والحوار الحضاري.

الخاتمة

الفن والثقافة في مصر ليسا مجرد أدوات ترفيهية، بل هما مصدر قوة وتأثير. من خلال تعزيز التراث الفني ودعمه، يمكن لمصر أن تستعيد دورها الريادي كمنارة للإبداع والتواصل الثقافي. وبفضل هذا التراث، يمكن لمصر أن تستخدم قوتها الناعمة لتحقيق أهدافها التنموية والسياسية، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button