قلعة ويندسور.. أسرار ألف عام على قصص المؤامرات والانتصارات
قلعة ويندسور.. أسرار ألف عام على قصص المؤامرات والانتصارات
بوابات ضخمة، ذات جدران حجرية عتيقة تحمل في طياتها أسرار ألف عام من التاريخ، تقف أمامها فتجد برج فخم كاد أن يخترق السماء، وحولها حدائق خضراء تمتد إلى ما لا نهاية، هذا ليس مشهدًا من فيلم خيالي، بل هو واقع قلعة ويندسور، الشاهد الصامت على قصص الملوك والملكات، والمؤامرات والانتصارات، حيث كل حجر يحكي قصة، وكل غرفة تخبئ لغزًا، في مكان يجمع بين عبق الماضي وأناقة الحاضر.
يقع قصر قلعة وندسور في المقاطعة الإنجليزية بيركشاير، المملكة المتحدة، هي أكبر قلعة ماهولة في العالم، ويعود تاريخها إلى فترة وليام الفاتح، هي الأقدم في فترة الاحتلال المستمر، قد تكون من أكثر قلاع شهرة في العالم، مساحة أرض القلعة حوالي حوالي 45000 متر مربع.
حكم 40 ملكًا وملكة
قلعة ويندسور، التي تقف شامخة منذ أكثر من 900 عام، ليست مجرد معلم سياحي، بل هي بيت عائلي حي للعائلة الملكية البريطانية، شهدت جدرانها حكم 40 ملكًا وملكة، وشهدت غرف نومها مكانًا لاتخاذ قرارات غيرت مجرى التاريخ العالمي.
من وليام الفاتح إلى الملك تشارلز الثالث، ظلت هذه القلعة العملاقة – التي تغطي مساحة تزيد عن 5 هكتارات – تتنفس الحياة، وتتكيف مع كل عصر، لتصبح أكبر وأقدم قلعة مأهولة في العالم.
تُعتبر قلعة ويندسور من أبرز المقرات الرسمية للتاج البريطاني، كانت الملكة إليزابيث الثانية تقضي فيها الكثير من عطلات نهاية الأسبوع على مدار العام، مستخدمة إياها للمناسبات الرسمية والخاصة على حد سواء، بالإضافة إلى القلعة، تمتلك العائلة الملكية مسكنين آخرين: دار ساندرينغهام وقلعة بالمورال، التي تُعد المنزل الخاص للأسرة الحاكمة.
لقد ترك معظم ملوك وملكات إنجلترا بصماتهم على بناء القلعة وتطورها، فقد كانت بمثابة حصنهم المنيع، ومنزلهم الدافئ، وقصرهم الرسمي، وفي بعض الأحيان سجنهم.
يرتبط تاريخ القلعة ارتباطًا وثيقًا بتاريخ الملكية البريطانية، حيث يمكن تتبع مراحل تطور القلعة من خلال عهود الملوك الذين سكنوهاـ ففي أوقات السلم، كانت القلعة تتوسع بإضافات كبيرة وأجنحة فخمة، بينما كانت تُحصن بشكل أكبر خلال فترات الحرب، وقد استمر هذا النمط حتى يومنا هذا.
على مدى ألف عام من التاريخ، تغير تصميم قلعة ويندسور وتطور وفقًا للعصر والأذواق والمتطلبات المالية للملوك المتعاقبين، ومع ذلك، ظلت مواقع السمات الرئيسية ثابتة إلى حد كبير، فالمخطط الحديث للقلعة يُعد دليلًا مفيدًا على هذه المواقع، على سبيل المثال، لا تزال القلعة اليوم تتمحور حول التل الاصطناعي الذي بنى عليه وليام الفاتح أول قلعة خشبية.