قصة حياة القديسة تريزا| «وردة نفيسة في حديقة الكنيسة».. مولدها وأوائل حياتها (4 – 1)
قصة حياة القديسة تريزيا| «وردة نفيسة في حديقة الكنيسة».. مولدها وأوائل حياتها (4 – 1)
قديسة لم تقتصر عظمتها على قلوب المسيحيين فقط، بل وجدت مكانا خاصا في قلوب المسلمين أيضا، تُعَدُّ رمزا عالميا للمحبة والتواضع والإيثار، إنها القديسة تريزيا الطفل يسوع، وما يجعل القصة أكثر إثارة هو أن القديسة لم تكن مجرد شخصية دينية عظيمة، بل كانت أيضا نقطة التقاء بين الثقافات والفنون، بفضل معجزاتها التي شهدت لها أعظم الأسماء في عالم الفن المصري، مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهما..
نقدم للقراء قصة حياة هذه القديسة عبر سلسلة رائعة من الأجزاء التي أعدها الأب كلود شفراي اليسوعي، والتي نشرتها مجلة المشرق في عام 1925، بعنوان “وردة نفيسة في حديقة الكنيسة” لنكشف تفاصيل مدهشة عن حياة تيريزا، تلك الفتاة التي نالت حب وتقدير الجميع بفضل روحها الطاهرة وسلوكها الذي يجسد القيم الإنسانية النبيلة.
1 – مولد تريزيا وأوائل حياتها
في 18 تموز (يوليو) من السنة 1858 اقترن بروابط سر الزواج المقدس أحد أفاضل الضباط الفرنسويين لويس مارتين والآنسة زيلي غيرين، وذلك في مدينة ألنسون من مدن معاملة نورمندية، وكان الزوجان عريقين في الدين والتقى راغبين في تقديس حياتها ونفوس أولادهما، وكانت صلاة الأم التقية: “يا رب هب لنا نسلا عديدا وليكونوا كلهم مخصصين لخدمتك”، وقد سمع الله صلاتها فرزقها تسعة بنين مات أربعة منهم صغارًا فكانت أمهم تقول: “لا خوف لي على هؤلاء فإني استودعتهم الله، فبقي لها خمس بنات وكلهن زهدن في المعالم بالترهب فدخلت أربع منهن في دير الكرمليات والخامسة في دير الزيارة.
ففي ثاني يوم من كانون الثاني (يناير) سنة 1873 أبصرت النور الفتاة الأخيرة التي اصطفاها الله ليزين بها زمنا قليلا حديقة كنيسته قبل أن ينقلها إلى رياض سمائه فيجعلها في مصاف أعز أوليائه.
بعد مولدها بيومين في 4 كانون الثاني (يناير) اصطبغت الوردة الجديدة بمياه العماد فدعيت “ماري فرنسو از ترازيا” ثلثة أسماء شرفتها بممارسة ثلث فضائل أصحابها: الطهارة وتضحية النفس وحب الله، وقد غلب عليها الحب كما صرحت بذلك فقالت: “إن الرب قد أحاطني في كل حياتي بالمحبة فقد أحدقت بي المحبة منذ نعومة أظفاري بما وجدت حول مهدي من شواعر الحب”، ولكنه تعالى أودع أيضًا في قلبي الصغير نعمة المحبة والحنان فكنت متأثرة بأرق العواطف نحو والدي فأتمنى لهما كل خير، ومن فرط محبتي لوالدتي كنت أقول لها ببساطة الأطفال: “يا أميمة إني راغبة إلى وفاتك”، فكانت أمي ترجوني فكنت أردف مجيبة: ألم تقولي لنا أننا ندخل السماء بعد موتنا، فإني أرغب لك أن تموتي لتتمتعي بالسماء.
فكأن الله أنطق تريزيا بقرب وفاة والدتها فأنها توفيت في 28 آب (أغسطس) سنة 1877 وهي في السابعة والأربعين من عمرها وتريزيا لم تبلغ ربيعها الخامس على أنّ الابنة كانت ذاك الحين موسومة ببسمة أمها الفضلى، قالت: “منذ السنة الثالثة من عمري لم أرفض على الله شيئا مما كان يطلبه مني، فكنت إذا سمعت أحدًا يقول لي: أنّ هذا الشيء يكدر خاطر الله أمتنع حالا عن فعله.
تعليق واحد