قراءة في كتاب كفن تورينو ” الكفن المقدس ” .. كيف شهد المؤلف الملحد ليسوع المسيح؟!
عاد الكفن المقدس للظهور مرة آخري علي الساحة، بعد كانت المرة الأولي التي ظهر فيها للنور بالقرن العشرين، حيث تمت علية عدة دراسات علمية حتي تحلل كل التفاصيل الخاصة بة، وبعد أن تمت تلك الدراسات عقبه صناعة الفيلم الشهير “آلام المسيح ” the passion of the Christ ” والذي تضمن الجراحات التي اكتشفت بالكفن المقدس بعد الدراسات العلمية .
ولازال الكفن المقدس محل دراسة للأكتشاف المزيد، لذلك ظهر حالياً علي الساحة ليكون للتكنولوجية والتطور العلمي الحديث دور أخر، يضيف للدراسات القديمة ابعاد جديدة عن صلب وآلام السيد المسيح، بل وصعودة أيضاً، حيث استطاعت تقنية الذكاء الأصطناعي تحديد ملامح وجه السيد المسيح من خلال قماش الكفن.
و ذلك تأكيدعلي ما جاء في “كتاب كفن تورينو” الكفن المقدس” بالفصل الرابع في الكتاب الذي بعنوان ” البحث مازال جارياً” حينما قال احد العلماء وهو ” بول فيجنون ” العالم البيولوجي الفرنسي، أنه يبدو علي الأقل أن الصورة قد تكونت من بعد، اى بسبب نوع ما من الأشعاع صدر عن الجسم المسجي، ومن هنا نعرض أهم كتاب جمع كل الحقائق التي تمت دراستها وهو كتاب “كفن تورينو” للمؤلف ” إيين ويلسون”.
إيين ويلسون مؤلف الكتاب
ولد “إيين ويلسون” عام 1941م في لندن، وحصل علي درجة الشرف في التاريخ الحديث من جامعة أكسفورد عام1963، و امضي سنين كثيرة في دراسة الكفن المقدس الموجود بتورينو، بدأت منذ عام 1966 وقد ألف كتابه عام 1978 ثم قام بإعادة طبعه فيما بعد وأضاف إليه أبحاثاً جديدة أجريت بعد عام 1978، تحول من انسان وجودي يعتنق الفلسفة الوجودية إلي انسان مسيحي.
قال إيين في كتابه، حاولت أن أضم جميع الدراسات التي توصلت إليها اللجنة الايطالية، التي بدأت عملهاعام 1973م، والتحاليل الدقيقة التي قام عالم الجرائم السويسري دكتور ماكس فراي علي حبوب اللقاح العالقة بالكفن، بالإضافة إلي دراساتي التي قمت بها والخاصة بمعرفة تاريخ الكفن والملابسات التي تتصل به في الفترة قبل القرن الرابع عشر.
كما يتضمن الكتاب أيضا احدث بحوث إجريت بواسطة علماء الفضاء الامريكيين،والتي قام بتنظيمها والإشراف عليها كلاً من دكتور جاكسون ودكتور جامبرمن أكاديمية القوات الجوية الأمريكية في كولورادو وسبرنجر، هذه الدراسة تمكنت من تحويل أفكاري من الوجودية الملحدة إلي الإلتزام بالشهادة علي صحة الأكفان وكذلك الحقائق الجوهرية للإيمان المسيحي.
مكان الكفن المقدس
هذا القماش موجود بكاتدرائية تورينو للقديس يوحنا المعمدان في الكنيسة الخاصة بالأسرة المالكة في إيطاليا والمستديرة والمصنوعة من المرمر الأسود، أطلق علية الإيطاليون ” سانتا سندون” ويعني الكفن المقدس” .
وأوضح، أن الكفن ملفوف حول انبوبة خشبية ومغطي بالقطيفة ومغلق بالحرير الأحمر وموضوع داخل أنبوبة خشبية أخري طولها 4 ياردات مزينة بنقوش فضية وعلامات ترمز إلي صليب السيد المسيح هذه الأنبوبة داخل صندوق حديدي ملفوف بالأسبستوس ومحكم الغلق بثلاث أقفال، لكل واحد مفتاحه الخاص، وقد وضع هذا الصندوق الحديدي داخل صندوق خشبي له غطاء ملون، ولا يمكن رؤية أي شيء سوي الغطاء من خلال القضبان الحديدية في الجزء العلوي من المذبح وهكذا يحفظ الكفن.
وأشار إيين، في كتابة إلي أنه، لقد أثار الكفن كثيراً من الاراء المتضاربة فعندما وجده أحد الأساقفة الفرنسيين في القرن الرابع عشر ما يكتنف هذا الكفن من غموض، رفض الأعتراف به، زاعماً بأنه عمل مختلق ومطبوع بدهاء وأعتبره كله خداع وكذب وكذلك ادان هذا العمل اثنان من المؤرخين الكاثوليك في بداي القرن العشرين.
ظهور الكفن لأول مرة
وتابع إيين، لقد ساعدت الظروف مثل هذه الإفتراضات، أن تنتشر بسهولة وتشتهر لأن دراسة الكفن لم تكن سهلة المنال، ولأن كرادلة وأساقفة تورينو اشتهروا بأصرارهم الشديد علي عدم السماح بعرض الكفن، مهما كان الزائر عظيماً، ومنذ العصر الذي عرض فية الكفن علي نابليون لم يتكرر عرض الكفن سوي مرات قلائل لا تتعدي الخمس مرات، ولقد وضع نظام خاص يجب اتباعه لمثل هذه العروض، حيث كان يتم اولاً استئذان كل من بابا روما وكاردينال تورينو وملك ايطاليا وهو الملك امبرتو الثاني .
وهناك رجل في تورينو شاهد عرض الكفن عام 1933 وكان حينئذ صبياً خادماً للمذبح ومنذ ذلك الوقت حتي الآن وهو يجاهد لكي يجعل الكفن أكثر منالاً للشعب ،هذا هو الأب بيتر رينالدي راعي كنيسة جسد المسيح لمدة تزيد عن 25 عاماً في مدينة بورت شيسر بنيويورك وبعد مضي 40 عام منذ عام 1933، افلحت جهود الأب رينالدي ففي عام 1973 وافق الكاردينال بيلجرينو علي عرض الكفن ولكن ليس بطريقة تقليدية، حيث تم عرض الكفن علي شاشات التلفزيون لمدة 30 دقيقة ، وعقب ذلك الاعلان مؤتمر صحفي وقتها .
الصورة المزدوجة
في يوم الخميس الموافق 22 نوفمبر عام 1977 في تمام الساعة الواحدة إلا خمس دقائق بعد الظهر، كان المجتمعون في المؤتمر الصحفي 43 ، وداخل القاعة كان الكفن معلقا في إطار عادي، لونه أصفر باهت مثبت بعارضة من اعلي لينساب مسترسلاً إلي اسفل ليبدو في كمال طولة 14 قدماً .
ويقول إيين،أهم ما شد أنتباهنا هو الصورة المزدوجة التي شاهدناها مطبوعة علي الكفن، وكلمة مطبوعة هنا مصطلح للتعبير فقط، والصورة علي هيئة ظلال ساقطة علي القماش تشبه طبع باهت لشكل رجل من الأمام والخلف. وله بنية قوية وشعر مسترسل ولحية طويلة وهو مسجي في حالة الموت .
كما يبدو أيضاً أن هناك استحالة في أن تبقي هذه القطعة الرقيقة من الكتان في حالة جيدة نسبياً بعد هذا الزمن الطويل، كان أول من صور الكفن مصور يدعي “بيا “عام 1898.
صفات يسوع الجسدية من الكفن
وقد اصدرت اللجن العلمية الخاصة بالتشريح للشكل الموجود علي الكفن ومن التشابة الكلي بين صفات أثار الدماء وصفات الدم الحقيقية ، فقد تمكنوا مثلاً من تكوين معلومات دقيقة جداً عن الصفات الجسمية لرجل الكفن مبنية علي القياسات الدقيقة لما يمكن رؤيتة من الهيكل العظمي للشكل الموجود بالكفن، فقد ظهر أن طوله فارع ” 181 سم “، وكان لانسان الكفن بنية قوية وبناء جسمي متناسق.
والتعرض الوحيد لهذا هو أن الكثير من رجال الطب، قد لاحظوا أن الكتف الأيمن يظهر منخفضاً قليلاً عن الأيسر فالبعض قد عزا ذلك إلى أن رجل الكفن كان يعمل نجاراً وهذا العمل يسبب نموا وتقوية لأحد الكتفين دون الآخر، وهناك تفسير آخر وهو أنه حدث ما يشبه الأنخلاع في الذراع اثناء المعاملة الخشنة العنيفة التي عومل بها هذا الانسان وقت تسميره علي الصليب، وأغلب الظن أن هذا الأنخلاع تفاقم نتيجة لجمود الذراع عند موته مشدوداً علي الصليب .
وبدراسة الصور الفوتوغرافية، ووصف رجل الكفن بأنه بالتحديد له من البنية الجسمية، نجده في العصور الحديثة بين اليهود العبرانيين والنبلاء العرب،أما بخصوص تقدير عمره فانه يبدو من مظهره واسترسال شعر رأسه ونمو لحيته الجسمية العامة إن عمره لا يقل عن الثلاثين ولا يزيد عن الخمسة والاربعين.
لجنة تورينو
تكونت لجنة تورينو من مجموعة من العلماء حتي يكونوا دراسة لأول مرة علي الكفن نفسة عام 1969، حيث كان قبل ذلك تجري الدراسات علي الصور الفوتوغرافية وليس عن طريق القماش نفسه، فقد قد كان الكفن موجود امامهم لمدة يومي 16 و17 من شهر يوليو عام 1969، حيث تم فحص الكفن بالعين المجردة ثم بالميكروسكوب ” باستخدام ضوء ” وود” وأشعة الضوء تحت الحمراء”، وكان تقرير اللجنة أن الكفن محفوظ بحالة ممتازة .
كما تسلم معمل ” فراش” وهو معمل متخصص ومجهز بأحدث أجهزة الطب الشرعي أكبر عدد من العينات المنتقاة من الكفن المقدس وعددها 11 خيطاً، ويبدو من مظهرها انها تحمل صورة دماء، كما ذكر العالم دكتور ماكس فراي وهو عالم سويسري من علماء الجريمة، حينما انتقي حبوب اللقاح العالقة بالكفن المقدس وقام بفحصها فحص دقيق أن تمكن من تحديد تاريخ حبوب اللقاح الفلسطينية وأنها ترجع للقرن الأول الميلادي .
ابحاث الولايات المتحدة الأمريكية
تكونت لجنة علمية من الولايات المتحددة أيضاً عام 1977، وقامت علي دراسة الكفن، وأكدت أن صورة السيد المسيح المطبوعة علي الكفن نتجت من تأثير الجسم عن بعد وليس نتيجة الاتصال المباشر بين الجسم والقماش، حيث تم فحص الصور بأجهزة الفضاء الحديثة وعمل مسح ضوئي لها، وواضح أن الصورة تكونت نتيجة اشعة حرارية نووية، فلابد من وجود قوة عالية جداً من انفجار قصير المدي عمل بطريقة متجانسة، والأناجيل واضحة جداً في وصفها للسيد المسيح بأنه رجل ذو سلطان وقوة تلك القوة التي دُون خاصة أنه يشعر بخروجها منه، مثلما حدث عندما لمست نازفة الدم هدب ثوبه.
جروح يسوع وموته من “الكفن المقدس”
هناك اولاً ما نعتبره جروح سطحية بالوجه والتي ربما يلاحظها الرجل العادي وهي ” انتفاخ في حاجبي العينين، تمزق جغن العين اليمنى، انتفاخ كبير تحت العين اليمنى ، انتفاخ في الانف، جرح مثلث الشكل علي الخد الايمن وقمته جهة الأنف، انتفاخ في الخد الايسر انتفاخ في الجانب الايسر للذقن، هذه الجروح تتمشي تماماً مع ما ذكر بالبشائر الاربع من أن السيد المسيح قد لطم وضرب كثيراً علي وجهه بواسطة كل من خدم رئيس الكهنة وجنود بيلاطس البنطي، كما يوجد سيل دم ناجم عن جروح ثقبية في الجمجمة هذه الجروح نشبت عن شيء يشبه طاقية من الشوك وهذا يثبت وجود اكليل الشوك علي رأس يسوع .
كما يوجد مجموعة كبيرة من الجروح الموجودة علي الظهر ويترواح عددها من 90 ل 120 لأن بعضها غير واضح، وبعد فحصها تبين أنها جراحات بشكل كرتين متصلتين وهي جلد بالسياط بكرتين من المعدن صممت لتحدث اقصى ألم ممكن، وتشير الدراسات أن جالديه اثنان، الرجل الذي كان علي اليمين اطول قليلاً من شريكه، وله ميول الساديه وحبه للانتقام ما جعله يجلد بشدة ظهر ضحيته ورجليه.
طريقة التعذيب والصليب
كما يوجد تسلخات واسعة دامية ومتراكة علي جراحات السياط وهي عبارة عن احتكاك شيء ثقيل بل واستمر يحتك بمنقطة من الجلد، هذه الجراحات نتجت عن حمل الصليب فمن ضمن عذابات الصلب أن يؤمر المحكوم علية بحمل صليبه ليسير به في الشوارع، وكان حمل الصليب 45 كيلو، وتوجد كدمات شديدة في الركبة اليسري بالإضافة إلى تسلخات في منطقة صابونة الركبة نتجت عن ارتطامها بنتوءات حادة، لسنا في حاجة أن نؤكد أن الصليب كان حملاً ثقيلاً علي السيد المسيح كما توحي البشائر فان السيد المسيح وقع عدة مرات تحت وطأ الصليب.
ومن منظر الدماء التي تسيل من اليد نحو الكوع، ارتكاز المسمار في معصميه، حيث أن المسامير غرست في الرسغ وليست في راحة اليد، ومحمول علي مسمار يجمع القدمين، ويوجد جرح واضح في الجانب يعزي إلي جذبة ضربة بالحربة وهذا الجرح تكون نتيجة الحربة التي ضرب بها يسوع في جنبه بعد أن اسلم الروح ومات.
لحظة القيامة
ففي ظلام قبر القدس كان يرقد الجسد المائت ليسوع، دون غسل، مغطي بالدماء علي منصة حجرية، وفجأة يحدث تفجر لقوة غريبة غامضة صادرة منه، وفي تلك اللحظة يحدث تحلل للدم ويذوب، ربما عن طريق تأثير الوميص، بينما تنطبع صورته وصورة الجسد علي القماش بطريقة لا تمحى، تاركة للأجيال اللاحقة لقطة لحظة القيامة.
ولقد قال ” إيين” في كتابة ” بالفصل الخامس عشر ” المعجزة الأخيرة ” ، لقد مر قرابة ثمانون عاماً منذ أن كشف عن الكفن للدراسة، أن ما بالكفن أعمق مما تستطيع العين ادراكه ولسنا نعلم مدي التأكيدات التي يمكن أن يقدمها لنا المستقبل” علي أن هذه الكفن هو نفسه الذى كفن به يسوع المسيح، وأنه في نفس الوقت الذى تتم فيه كتابة هذا الكتاب، هناك تجارب تنتظر ومازالت الدراسة مستمرة.
تعليق واحد