د. محمود احمد فراج يكتب :الاستثمار في الجامعات: قاطرة التنمية المستدامة في مصر
دكتور متخصص فى الشأن الأفريقى جامعة القاهرة

تعد الجامعات المصرية حاضنة للعقول والمواهب، وهي تلعب دوراً محورياً في دفع عجلة التنمية الشاملة في البلاد. وفي ظل التوجهات العالمية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يأتي الاستثمار في التعليم العالي كأولوية قصوى.
تسعى الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي في مصر إلى رفع كفاءة الجامعات المصرية وتحويلها إلى مؤسسات عالمية المستوى، قادرة على الإسهام في بناء اقتصاد المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
أهمية الاستثمار في الجامعات:
بناء رأس المال البشري: الاستثمار في التعليم العالي يعني الاستثمار في بناء جيل جديد من الخريجين المؤهلين لسوق العمل، القادرين على الابتكار والإبداع، والمساهمة في حل التحديات التي تواجه المجتمع.
تعزيز البحث العلمي: الجامعات هي بيئة حاضنة للبحث العلمي، والاستثمار فيها يشجع على إجراء البحوث التطبيقية التي تساهم في حل المشكلات المجتمعية وتطوير الصناعات الوطنية.
دعم الابتكار وريادة الأعمال: بيئة الجامعة الحاضنة للإبداع والابتكار، وتوفر الفرص للشباب لإنشاء مشروعاتهم الخاصة، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل جديدة.
تحقيق التنمية المستدامة: يساهم التعليم العالي في نشر الوعي بأهمية التنمية المستدامة، وتأهيل الكوادر القادرة على تطبيق مبادئ الاستدامة في مختلف المجالات.
أثر الاستثمار في الجامعات على التنمية المستدامة:
تطوير البنية التحتية الجامعية: الاستثمار في توفير المختبرات المتطورة، وقاعات المحاضرات الحديثة، والمكتبات الرقمية، يساهم في تحسين جودة التعليم والبحث العلمي.
تحديث المناهج الدراسية: يجب أن تكون المناهج الدراسية متوافقة مع متطلبات سوق العمل واحتياجات التنمية المستدامة، وأن تشمل مفاهيم مثل الاستدامة، والتغير المناخي، والذكاء الاصطناعي.
تعزيز التعاون بين الجامعات والقطاع الخاص: يجب على الجامعات أن تبني شراكات قوية مع القطاع الخاص لتبادل الخبرات والمعرفة، وتوفير فرص التدريب العملي للطلاب.
دعم البحث العلمي التطبيقي: يجب توجيه البحث العلمي نحو حل المشكلات المجتمعية، وتطوير المنتجات والخدمات التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
التحديات التي تواجه الاستثمار في الجامعات:
نقص التمويل: تواجه الجامعات المصرية تحديات في الحصول على التمويل الكافي لتطوير البنية التحتية وتحديث المناهج الدراسية.
نقص الكوادر المؤهلة: هناك حاجة إلى توفير برامج تدريبية لتطوير كفاءات أعضاء هيئة التدريس والموظفين الإداريين.
ضعف الارتباط بسوق العمل: لا تزال هناك فجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل.
الأدوار الرئيسية التي تقوم بها الجامعات:
البحث والتطوير: تقوم الجامعات بإجراء أبحاث علمية متقدمة في مجالات الطاقة المتجددة، والتغير المناخي، وإدارة الموارد الطبيعية، وغيرها من المجالات ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة.
التعليم والتوعية: تساهم الجامعات في نشر الوعي بأهداف التنمية المستدامة بين الطلاب والموظفين والمجتمع المحلي من خلال برامج الدراسة، والندوات، والورش العمل.
الشراكات: تتعاون الجامعات مع المؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ مشاريع مشتركة تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
الابتكار: تشجع الجامعات الطلاب والباحثين على تطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
الممارسات المستدامة: تعمل الجامعات على تطبيق مبادئ الاستدامة في عملياتها الداخلية، مثل إدارة الطاقة والمياه والنفايات.
أمثلة على مبادرات الجامعات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة:
إنشاء مراكز بحثية متخصصة: تركز هذه المراكز على دراسة قضايا التنمية المستدامة وتطوير حلول مبتكرة.
تطوير برامج دراسية جديدة: تركز هذه البرامج على تأهيل الخريجين للعمل في مجالات الطاقة المتجددة، والبيئة، والاستدامة.
تنظيم مؤتمرات وورش عمل: تساهم هذه الفعاليات في تبادل المعرفة والخبرات بين الباحثين والأكاديميين وصناع القرار.
تأسيس شركات ناشئة: تشجع الجامعات الطلاب على تأسيس شركات ناشئة تعتمد على التكنولوجيا الخضراء والابتكارات المستدامة.
لماذا تلعب الجامعات دورًا حاسمًا؟
الإمكانات البشرية: تمتلك الجامعات كوادر أكاديمية مؤهلة وقاعدة طلابية واسعة تتمتع بالطاقة والإبداع.
البنية التحتية: توفر الجامعات المختبرات والمعامل والمكتبات التي تدعم البحث العلمي والابتكار.
النفوذ: تتمتع الجامعات بقدر كبير من النفوذ في المجتمع ويمكنها التأثير على السياسات العامة.
توصيات:
زيادة ميزانية التعليم العالي.
توفير حوافز مالية لجذب الكفاءات إلى العمل في الجامعات.
تطوير برامج التعاون بين الجامعات والقطاع الخاص.
دعم البحث العلمي التطبيقي.
ربط مخرجات التعليم العالي بمتطلبات سوق العمل.
لذا، تلعب الجامعات دورًا حيويًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. من خلال البحث والتطوير، والتعليم والتوعية، والشراكات، والابتكار، والممارسات المستدامة، يمكن للجامعات أن تساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. و وبناء مستقبل الأمة. من خلال ذلك، يمكن لمصر أن تحقق نقلة نوعية في مجال التعليم العالي، وأن تساهم في بناء اقتصاد المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.