«ثالوث التأثير»نجيب محفوظ يكشف عن تأثره بـ طه حسين والعقاد وسلامة موسى
يعد الأديب الكبير نجيب محفوظ هو أحد أبرز الروائيين العرب في القرن العشرين، وأول أديب عربي يفوز بجائزة نوبل للآداب عام 1988، يحتفل محبو الأدب بذكرى رحيله في أواخر شهر أغسطس من كل عام، حيث توفي في 30 أغسطس 2006.
اشتهر محفوظ بأسلوبه الفريد في السرد وقدرته على تصوير الحياة المصرية بتفاصيلها الدقيقة، تنوعت أعماله بين الروايات الاجتماعية والتاريخية والفلسفية، مما يعكس ثراء تجربته الأدبية.
في عام 1963، أجرت مجلة الحوار مقابلة خاصة مع نجيب محفوظ نُشرت في عددها الصادر في 1 أبريل، حيث تحدث محفوظ في هذه المقابلة عن جوانب مختلفة من أعماله، بما في ذلك كتاباته الفلسفية ورواياته التاريخية.
كتاباته الفلسفية
وعن سؤاله، إذا كان هناك تشابه شديد بين كتاباته الفلسفية التي طالعها قراء الثلاثينات في «المجلة الجديدة» وأعماله الروائية من حيث العرض الموضوعي المحايد كما يقول بعض النقاد، وهل يعتبر ذلك حقا منهجا محايدا، أم أنه حيلة فنية يختفي وراءها موقفه الفسلفي والفني؟
رد نجيب محفوظ: الأصل في موقف الإنسان من عقيدة ما أن يكون معها أو ضدها، وبخاصة إن كانت العقيدة قائمة من قديم، وعلى ذلك فالموقف المحايد منها يعني أن صاحبه غير محايد تماما ولكنه يصطنع حيلة أو أسلوبا من التعبير ليجعل رأيه ضمن الحقيقة الموضوعية وليس صوتا مباشرًا.
رواياته التاريخية
وعن سؤاله عن كتابة رواياته التاريخية، هل قرأ تجيب محفوظ للكتاب الغربيين الذين سلكوا من قبلك هذا الطريق؟ مَن هم إذا كان قرأ لهم، وكيف كان تأثيرهم عليه؟ وهل كان يطالع محاولات للكتاب العرب في مصر ولبنان في هذا الصدد؟
في هذا السياق أجاب محفوظ: كنت قد قرأت قصص ريدر هغرد عن مصر القديمة، وقصة لجرجي زيدان، وأخرى لفريد أبو حديد اسمها “ابنة الملك” وكذلك “كينيلورث” لسكوت، وبعض قصص ميشيل زيفاكو.
تأثره بـ طه حسن والعقاد
وفي سؤال عن تأثره في بداية تكوينه بالعقاد وسلامة موسى وطه حسين، والمعروف أن من بين هؤلاء الأقطاب الثلاثة اختلافات فكرية شاسعة؟
أوضح نجيب محفوظ: الواقع أن ما يربط بين هؤلاء الثلاثة أقوى مما يفرق بينهم، فقد جمعت بينهم ثورة تحررية تركزت عند طه – في ذلك الوقت الذي أشير إليه – في التفكير الأدبي، وعند العقاد في التفكير السياسي والأدبي، وعند سلامة موسى في التفكير العلمي والاجتماعي.
2 Comments