قاطرة الكلمة

دكتورة زبيدة عطا تكتب : التعليم في مصر

دكتورة زبيدة عطا تكتب : التعليم في مصر

السؤال الذي يطرح دائماً: لماذا مصر في التقييمات الدولية رقم 139، أي الدولة قبل الأخيرة وأحياناً نستبعد من التقييم كليةً؟ هذا يرجع إلى عدة أسباب. أولها سياسات وزارات التعليم المتتالية، حيث تتغير السياسة مع كل وزير، والنظام أحياناً يتغير 180 درجة. على سبيل المثال، طُبق نظام التابلت دون النظر إلى أن الإنترنت لا يصل إلى جميع الأماكن، وفي نفس الوقت تكلفة استعماله عالية. وكذلك، إن وصل، لا يستمر إلا فترة محدودة، ولقد أثبت فشله. فإذا استُعمل فترةً بسبب فيروس كورونا ، ولكن الأهم ونحن نحاول تقليد الغرب، فما زال دور المدرسة والدراسة المباشرة في الغرب قائماً، فالتواصل بين الطالب والأستاذ وفتح أبواب للحوار المباشر له تأثيره في تكوين مدارك الطالب. وفي كل عام، يتم التغيير في النظام والتدريس والامتحانات مما يسبب ارتباكاً في العملية التعليمية. والمفروض أن يجتمع خبراء في التعليم، وفي نفس الوقت إذا أرادت الوزارة تطبيق أنظمة، أن تربطها بالواقع المصري. ولا مانع مادام التوجه إلى الخارج، من الاستعانة بخبرة أجنبية إلى جانب الخبرات المصرية لوضع نظام يطبق لسنوات، ولا يصبح الطالب مجالاً للتجارب.

ثانياً، اختفى دور المدرسة. وللمدرسة دور تربوي وتعليمي. الطالب بعلم المدرسة والوزارة لا يذهب إلى المدرسة، يعتمد على الدروس الخصوصية والسناتر التي أصبحت المصادر الأساسية للعملية التعليمية في مصر بعلم الجميع. لم يعد هناك يوم دراسي شامل، ومن يتغيب عن المدرسة لا يُسأل ولي أمره عن السبب، ولا توجد متابعة للحضور ومدى تلقي الطالب ومدى تقدمه ومتابعته. نرجو أن يعود دور المدرسة التعليمي والتربوي ويكون هناك متابعة دقيقة لمدى استيعاب الطلاب ونقاط الضعف ومحاولة علاجها.

ثالثاً، أهم شيء هي المرحلة الأولى التكوينية. وهنا يفتقد الطالب المنهج والدراسة السليمة. المدرس الذي يدرس في المرحلة الثانوية في السناتر، وفي الجامعة الامتحان بطريقة “البابل” وهي تتمثل في اختيار أو التعلم عن طريق اختيار من ثلاث أو صح أو خطأ. هذا الخريج لا يجيد حتى العربية لأنه لم يتعود أن يكتب ويحلل، وفي نفس الوقت وفق نظام الانتساب لظروف الحياة الصعبة، الغالبية تحتاج للعمل وتحتاج شهادة عليا. فعدد كبير لا يحضر إلا مرات محدودة جداً ويعتمد، للأسف، على مختصرات تقدمها مكاتب خارجية، ثم امتحان صح وخطأ حسب الحظ، ثم يعين بعضهم للتدريس. والمفروض أن تجري دورات تدريبية، وفي نفس الوقت يحتاج النظر في مرتباتهم حتى لا يضطروا للدروس الخصوصية. فهذه المرحلة التي تكون المدارك الأولى، هناك العديد من النقاط في النظام التعليمي يجب مراجعتها من المرحلة الأولى إلى المرحلة الجامعية. يجب أن يطبق نظام تعليمي يتم دراسته فترة كافية من خبراء من مصر وخبراء من الخارج، على أن يكون هذا النظام متفقاً مع الواقع المصري والإمكانيات المتوفرة. ويعود للمدرسة دورها الريادي والتعليمي. للأسف، أن هناك خريجي جامعات لا يستطيعون كتابة خطاب بلا أخطاء، وكذلك فإن الأسلوب الموجود في التعليم والإعداد الكبيرة لا يتبع للتجديد وإحلال الأسلوب السهل بدلاً من التحليل والفهم. لا تأتي من طالب جامعي تُحكم عليه ورقة أسئلة على طريقة صح وخطأ.

دكتورة زبيدة عطا تكتب : التعليم في مصر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى