«أيام الطفولة».. قصيدة للشاعر اللبناني جوي خوري

كم كبرنا ومضى الوقت بسرعة

كيف تعود شمس طفولتنا

ضجيج ضحكتنا

فرحنا بأبسط الأشياء

بثياب جديدة، حذاء سريع يضوي

غمرة امنا وقبلة قبل النوم، لنشعر بالأمان

فرحتنا بالأعياد والشوكولا المنوّع

زيارة الأقارب واللعب معهم

مخبأنا السري الذي الكل يعرف مكانه، لكنه سري لنا

حماقتنا بدون عقاب

بلاهتنا البريئة

مشاعر صادقة شفافة، لا حاجة لكبتها

نبكي إن لم نحصل على ما نريد، بدون اهتمام لرأي الناس

سعادتنا ورقصنا بدون خوف من حكم الذين حولنا

عفويتنا بكلامنا

خداعنا لأهلنا أننا غفونا في الصالون،

فقط ليحملنا والدنا إلى السرير وتقبيل خدنا

البكاء بدون سبب ليلحظنا أحد و الاهتمام بنا

اتكالنا على صوت امنا للإستيقاظ

لا منبه، لا قهوة، لا سيجارة، قبل أي شيء

لا حبوب مهدئة لإستيعاب الواقع والناس

منقوشة زعتر وعصير

لا مسوؤليات وواجبات

الحياة لعبة نلعبها، لا خوف من الفشل والخسارة

لا لشيء يمكنه هزيمتنا أو قتلنا

وإن قفزنا أمام سيارة مسرعة لن نتأذى

وإن قفزنا من علو شاهق، نقف و ننفض الغبار ونمشي

يا للبراءة التي سلبت منا

والأحلام التي ضاعت

والحياة التي إنهزمت فينا

والجرأة التي قُمعت داخلنا

وخوفنا من الأمس واليوم والغد

الأمل الذي فقد، ورأيناه يصرخ ويشنق نفسه

في الساحة التي كنا نلعب بها و يملئها الأمل