قاطرة الكلمة

أنا وتلاميذي| أماني ألبرت تكتب: مريهان سيف.. الرغبة في التعلم

دكتورة أماني ألبرت & أستاذ الإعلام بجامعة بني سويف

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

يوم 24 مارس 2023 استيقظت على رسالة من تلميذتي مريهان عبر الواتس أب تقول فيها “كل واحد فينا لما سمع إعلان فودافون حضر على باله شخص ما، شخص قريب منه، بالنسبة ليا أنا اللي حضر في ذهني كان حضرتك يا دكتور، حقيقي (90%) تقريبًا من كلمات الإعلان بتوصف مواقف حضرتك معايا، زي (يساعدك بفكرة معاك خطوة خطوة)، (واقفة دايما جنب مني شجعتني صدقتني)، (دي اللي جنبي من البداية خطوة خطوة كانت معايا)، (دا مفيش كلام يوصف حنانها) “فحقيقي شكرًا من هنا لأخر العمر”.

ورغم أن مريهان لم تكن تلميذتي خلال فترة الدراسة الجامعية الأولى إلا أنها انضمت لقائمة تلاميذي الذين أشرف عليهم في الماجستير، استحقت مريهان تشجيعي ووقتي في إعادة ترتيب الأفكار ومناقشتها فيها لأنه كان لديها رغبة شديدة في التعلم، فلا مانع لديها من السفر للاطلاع على دراسة ولا مانع لديها من التدقيق في جزء كتبته لتعيد كتابته مرة أخرى أو مرات، وبسبب قدرتها الجيدة على التواصل وفهم ما أقصده من الملاحظات، أصبحت بمرور الوقت تسير على الدرب وتعرف كيف تكتب وتجيد في أطروحتها.

وبالإضافة أنها خفيفة الظل، كنت أشعر حينما أجلس معها لمتابعة رسالتها أنني أجلس مع أحد من أفراد عائلتي، أو كأني أعرفها منذ سنوات، كان لديها رغبة في التعلم، وعلى عكس طلاب الماجستير، لم تكن عجولة لحوحة تريد أن تنقضي حاجتها أولاً دون العبء بمشغوليات المشرف لكنها كانت صبورة هادئة راجحة العقل، لم تتضايق من تدقيقي المستمر في الرسالة وتعديلاتي، وفي أحد الأيام تواصلت معي لتقول أدركت وقدرت هذه الملاحظات الآن وأنا اطلع على رسائل أخرى وثمنت قيمة المجهود المبذول لتصويب الأخطاء.

كان من المفترض أن تنتهي من الجزء الأخير في رسالتها لأراجعه، ولكني تأخرت عليها لظروف مرض والدتي، ولما كانت تتواصل معي لم تذكر شيء على الرسالة بل كان كل هدفها الاطمئنان على صحة الوالدة، ولقد قدرت هذا فلا شيء يبقي سوى المودة والعلاقات الإنسانية.

مريهان طالبة علم مجتهدة، ستكون يوماً ما تريد، فهي تسعي لطلب العلم ولا تكتفي بهذا بل تبحث وتدقق وتناقش وتحلل لتصل لإنتاج علمي مختلف، فرحت بما قالته لجنة المناقشة والحكم على الرسالة وعرفت أن مجهودي معها لم يضع، وبينما تستعد للتسجيل لمرحلة الدكتوراه طلبت مساعدتي فلم أبخل بها عليها فكتبت لي “مفيش دكتور بيساعد كده، حقيقي دي اول مره أشوفها مش هنساها لحضرتك ابدًا دي يا دكتور” وأرد عليها لأقول سأظل اساعدك وأدعمك واعجب بإنتاجك العلمي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button