أنا وتلاميذي| أماني ألبرت تكتب: مريانا سامي.. صحفية استثنائية
دكتورة أماني ألبرت & أستاذ الإعلام بجامعة بني سويف
اكتب اليوم بفخر عن تلميذتي النجيبة مريانا سامي ورغم أنها حديثة التخرج لكنها وجدت لنفسها مكانا بين الكبار وكتبت في أماكن مهمة في مدة وجيزة، وهذا ليس بسبب توصيات أو أقرباء ولكن بسبب موهبة صقلها البحث والدراسة والكتابة وإعادة الكتابة لتتبنى آراء جريئة وتخوض معارك فكرية وتابوهات لم يسبق أن جرؤ أحد على اقتحامها من واقع إيمانها بحرية التعبير.
ورغم اختلافي معها في بعض الآراء، تضحك مريانا من قلبها حينما أقول لها ما قاله الوالي فستوس للرسول بولس بينما هو يحتج قَالَ فَسْتُوسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:”أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ! الْكُتُبُ الْكَثِيرَةُ تُحَوِّلُكَ إِلَى الْهَذَيَانِ!”.
حينما فكرت أن أكتب عن مريانا الحقيقة لم اأحتاج لتذكر مواقفنا، فقد انسابت الكلمات مباشرة لأنها قريبة إلى قلبي، وربما لا أعرف أين سيتوقف حديثي الذي يمكن أن يطول كثيراً، بالنسبة لها كانت بدايتنا حينما كتبت مقال ووضعته على صفحتها فيسبوك فظننت أنها خريجة من أبناء الكلية، كان بالمقابل نضج واعي ليس لطالب ولكني فوجئت أنها مازالت بالفرقة الثالثة، فشجعتها ودعمتها، بالنسبة لي لفتت انتباهي في أول يوم لأول مؤتمر تعقده الكلية بدار الأوبرا وقت أن كنت وكيل للدراسات العليا، في خضم انشغالي بالتفاصيل والترتيبات وبينما ادخل باب المبني المخصص كانت واقفة مع فريق التغطيات الصحفية لاخبار المؤتمر، عرفت انها تسافر يوميا من وإلى الفيوم كي تكتب الأخبار، وهي التي قد استقبلني صباحا بابتسامتها المعهودة فاحببتها.
واستمر تواصلنا ادعمها بكتب وروايات مقابل أن تكتب وتكتب، ثم اودعتها هي وزميلها حمدان لزميل عزيز لتتدرب بإحدى البوابات الصحفية الكبري وجلست الاحظ تقدمها يوماً فيوما، وبينما اتابع مقالاتها فرحت بنقلات في مهاراتها اللغوية والصياغية وقدرتها على التعبير عن أفكارها.
قالت لي مريانا “طول الوقت كنتي موجودة و بتدعميني وبتديني نصيب كبير من الحب اتمني اكون استحقه يعني”
ولمريانا أقول هذا ليس المقال الأخير الذي اكتبه عنك، أثق أن طموحك سيصل بك يوما لما لا تتخيلين، سأظل أحبك دائما حتى مع اختلافنا في الآراء.