أنا وتلاميذي| أماني ألبرت تكتب: تامر نادر.. الصحفي الإنسان
دكتورة أماني ألبرت & أستاذ الإعلام بجامعة بني سويف

تلميذي تامر قابلته كما هو معتاد داخل المحاضرات، واستمرت العلاقة سطحية في إطار التكليفات الدراسية وحضور المحاضرات كواحد من كثيرين من زملائه، قدم أثناء الدراسة ثلاث أبحاث متميزة الأول عن العلاقات العامة الرقمية والثاني عن مهارة الاستماع والتحدث في مقرر الاتصال الشخصي والثالث عن الأخطاء البروتوكولية.
تامر تخصص في قسم الصحافة، فلم ادرسه في الفرقة الثالثة والرابعة ولكن لم تمر مناسبة أو عام جديد الا وكان أول المهنئين، إلى أن أعلن يوماً عبر حسابه الشخصي تأليفه لرواية بعنوان “برنجي”، تعجبت من أن تكون لديه الجرأة وهو ما زال طالبا على وشك التخرج في تأليف ونشر رواية، هنئته فحضر لمكتبي واهداني منها نسخة ومن هنا نشأت أرضية مشتركة مع تلميذي المؤلف الجديد وهي حب الكتب والقراءة، فرحت كثيرا بالرواية وجدت رواية اجتماعية رومانسية واقعية، أغلب أحداثها أو بعضها تحدث مع كل إنسان، ووجدتها تبحر في مواقف مختلفة وحقيقية، ولكن الأهم أنها كانت جياشة بمشاعر متنوعة سواء الفرح، الحزن، الفقر، الغنى، المرض، الصحة، الحب، البعد، اللقاء، الفراق، وكل هذا منسوج ضمن حبكة أدبية مميزة.

صحفي في الوطن
تواصل تامر معي مرة أخرى، عند بدء عمله كصحفي في جريدة الوطن، فشجعته، ثم لفتتني أفكار مختلفة لموضوعات إنسانية، غنية بالمشاعر قوية في التعابير، أكثر ما جذب انتباهي موضوعه بعنوان ” تعالى يابا أديك دُش” كان يصف علاقته بوالده بعد أن استفحل الوهن من جسده الضعيف وكيف كان يرعاه، وكم كان المقال مؤثراً بحق.
واستمرت الموضوعات التي تحمل لغة إنسانية، ينسجها شخص يشعر بآلام الناس ويشاركهم وجعهم وتارة أخرى يشاركهم فرحتهم، المهم أنه يشعر بهم، ويعلي قيمة الإنسانية ويسلط الضوء على هؤلاء المتألمين والموجوعين، أعجبتني موضوعات مثل «عم عربي» يعيش أزمة نفسية بعد وفاة زوجته: من شدة حبه لها يرتدي ملابسها وفيبي تنتظر مصير شقيقتها المتوفاة بمرض القلب: خايفة أهلي يتوجعوا مرتين، وقد استجابت جهات متنوعة لموضوعاته التي ناشد فيها المسئولين لمساعدة المتألمين.
ولتامر أقول، استمر في اختيار أفكارك بنفس الطريقة وضع أولوياتك في الناس كما تفعل، وبمرور الوقت ستنضج تجربة غنية لكاتب ومؤلف متميز، أنتظر منه الرواية القادمة.