أديب جودة يكتب : في داخل كنيسة القيامة المقدسة يحتفظ بأيقونة الملكة هيلانة وهي أيقونة خشبة “الصليب المقدس”
أديب جودة الحسيني&أمين مفتاح كنيسة القيامة وحامل ختم القبر المقدس بالقدس الشريف
حقا إنها أيقونة رائعة الجمال، الأيقونة عبارة عن رسم لشخص الملكة هيلانة ونجلها الملك قسطنطين الكبير، حيث نرى في الأيقونة أن أياديهم تلامس خشبة الصليب، والصليب الذي يتوسط هذه الأيقونة المبدعه هو من خشبة الصليب الأصليه والتي عثرت عليها الملكه هيلانه في مغارة الصليب داخل كنيسة القيامة سنة 326م، والتي ساقدم لاحبتي شرح بسيط عن هذا الحدث التاريخي العظيم .
الأيقونة تجسد في معناها انسانية الملك قسطنطين ووالدته الملكة هيلانة في إخلاص عملهم وعثورهم على الخشبة التي صلب عليها السيد المسيح حسب المعتقدات المسيحية .
شرح بسيط عن تاريخ اكتشاف خشبة السيد المسيح عليه السلام :
اكتشفت الخشبة والتي تم عليها صلب السيد المسيح الحقيقية، في مدينة القدس سنة 326 م من قِبَل القديسة الملكة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين الكبير المتوفي سنة 337م، وكان ذلك في عهد بطريرك انطاكيا مار اسطنثاوس السرياني، والذي استقبل القديسة هيلانه في انطاكيا وهي في طريقها إلى القدس للبحث عن خشبة الصليب .
يروي سقراط والذي عاصر تلك الحقبه أن الملكة هيلانة ذهبت إلى أورشليم باحثه عن خشبة الصليب وقد ناهزت الثمانين من العمر، وعند وصولها ألى أورشليم ذهبت إلى الجلجثه ( مكان الصلب )، وبدأت بالتنقيب عن آثار الصلب أملًا منها بالعثور على آثار وخاصة على صليب السيد المسيح.
سقراط يسجل رحلة بحث الملكة هيلانة عن صليب السيد المسيح
ويذكر سقراط، بأن الملكة هيلانة قد واجهت مصاعب كثيرة في العثور على خشبة الصليب، وكان يرافقها حينها الأسقف مكاريوس أسقف أورشليم، والذي كان يقوم بالصلاة والتضرع إلى جانب الملكة هيلانة، حتى اهتدت إلى مغارة الصليب وتم التعرف على خشبة الصليب.
فأخذت الملكة هيلانة جزءا من الصليب ووضعته في صوان من الفضه لاورشليم ليتبارك منه الناس والزائرون ، وارسلت باقي الصليب الى القسطنطينية الى نجلها الملك قسطنطين الكبير ، والذي وضعه امام الجميع في شارع قسطنطين ليراه جميع الناس والزوار .
انشاءات الملكة هيلانة كنيسة القيامة، وانهت العمل بها سنة 335م ، وقد ارسل حينها الملك قسطنطين الأساقفه إلى أورشليم لافتتاح كنيسة القيامة وقد تم الأحتفال، بهذا الافتتاح بتاريخ 13 و 14 من ايلول سنة 335م.
ومنذ ذلك اليوم يصعد أسقف أورشليم يوم 14 ايلول حاملًا الصليب بيده للشعب، ذاكرين رفعه على يد القديسة هيلانة، وهناك تقليد متوارث في قسم من البلدان حيث يتم اشعال النيران، إشارة إلى أن الملكة هيلانة عندما اكتشفت خشبة الصليب اشعلت النار لاعطاء علامة للناس عن عثورها على خشبة الصليب .
أمر الأمبراطور قسطنطين بتوزيع اجزاء من خشبة الصليب على الكنائس انذاك، واحتفظت كنيستي القسطنطينية وروما بقطع منه .وبقيت الخشبة الاصلية في كنيسة القيامة في القدس، وكان أساقفة أورشليم يوزعون اجزاء من خشبة الصليب على كبار الزوار حيث انتشرت في العالم في زمن قصير .
يذكر أن عند موت هرقل سنة 636م، احترقت كنيسة القيامة ولم يبقى من حجم الصليب الا عُشرهُ، وما تبقى منه قسم إلى 19 قطعه صغيرة وزعت كالاتي :
4 لأورشليم
3 لانطاكيا
3 للقسطنطينية
2 لقبرص
2 لجورجيا
1 للرها
1 لدمشق
1 لعسقلان
1 للاسكندرية
1 لجزيرة كريت
ومع مرور الوقت قسمت تلك القطع إلى اجزاء صغيرة واعطيت إلى كنائس وشخصيات مسيحية عالمية، وانتشرت في العالم .
خشبة الصليب :
توصل الباحثون إلى أن الصليب كان يتكون من قائم ارتفاعه اربعة امتار وثمانين سنتمترا، ومن عارضة يتراوح طولها بين 2.3 و 2.6 متر ، وعليه كان حجم صليب السيد المسيح 178,800 سنتمتر مكعب ، وبلغ وزنه 90 كيلو غرام تقريبا .
وبعد فحص نوع خشبة الصليب الحقيقي، ثبت أنه من الأشجار القلفونية، وهو من الأخشاب الصنوبرية التي تنموا في المناطق الباردة .نذكر احبتنا بأن الباب المقدس الحالي لكنيسة القيامة مصنوع من خشب الصنوبر ايضًا .