«محاكمات السحر في سالم».. صفحة مثيرة في التاريخ الأمريكي
كيف يمكن للخوف والجهل والخرافات أن تحول المجتمعات إلى ساحات محاكم تفتقر إلى العدل؟ ولماذا صدق الناس أن جيرانهم وأصدقاءهم قد يكونون على علاقة بقوى شيطانية؟ في بلدة سالم الصغيرة بولاية ماساتشوستس، اشتعلت عام 1692 سلسلة من الأحداث الغريبة التي تحولت إلى واحدة من أكثر الفصول إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي، عُرفت هذه الأحداث لاحقًا باسم “محاكمات سالم للسحر”، وأسفرت المحاكمات عن إعدام عشرين شخصًا أكثرهم من النساء.
بدأت القصة عندما قامت مجموعة من الفتيات الصغيرات بالتصرف بشكل غريب – نوبات من الصراخ، تشنجات جسدية غير مفسرة، وادعاءات بوجود كائنات غير مرئية تؤذيهن، سرعان ما تحولت هذه الأحداث إلى اتهامات بممارسة السحر، موجهة ضد جيران وأصدقاء وحتى أفراد العائلة.
تصاعدت الأحداث بسرعة لتتحول إلى هستيريا جماعية، خلال أشهر قليلة، وجد العشرات أنفسهم خلف القضبان، متهمين بجريمة لا يمكن إثباتها أو نفيها – التعامل مع الشيطان، أصبحت المحاكم الخاصة التي أُنشئت للتعامل مع هذه القضايا مسرحًا لشهادات غريبة، واعترافات منتزعة تحت الضغط، وأحكام قاسية صدرت بناءً على “أدلة طيفية” لا يمكن رؤيتها إلا من قبل المدعين.
في نهاية هذه الفترة المظلمة، واجه 19 شخصًا حبل المشنقة، بينما مات آخر تحت وطأة التعذيب، وقضى آخرون شهورًا في السجون في ظروف قاسية، بعد سنوات، أعرب العديد من سكان سالم عن ندمهم وأصدروا اعتذارات للعائلات التي تأثرت بالمحاكمات.