قاطرة الكلمة

ياسمين حسن تكتب : ثلاثة أسرار لزيادة التحصيل وتقوية الذاكرةفي الفترة الأخيرة

ثلاثة أسرار لزيادة التحصيل وتقوية الذاكرةفي الفترة الأخيرة

واجهتُ مشكلة مع أغلب المدربين والمتدربين الذين أعمل معهم، وكانت المشكلة تتعلق بتحصيل المعلومات.

وأذكر أن من الأسباب الرئيسية وراء كتابتي لهذه المقالة هو سؤال يتكرر بين الطلبة بمختلف مراحلهم الدراسية:”إحنا بنذاكر وبننسى اللي ذاكرناه، فقررنا نحفظ قبل الامتحانات علشان نكتب الكلمتين اللي دخلوا مخنا وخلاص على كده.”

ولما سألتهم: طب بعد الامتحان بتفتكروا حاجة؟كانت الإجابة: لا طبعًا…لذلك قررت أن أُخاطب كل شخص يعاني من مشكلة في التحصيل، أو لا يحب المذاكرة لفترات طويلة، ويعتمد عادةً على “الملخصات اللي بتنجز من وجهة نظره”، أو حتى لو كنتَ مشغولًا وتعاني من تعدد المهام؛ فاليوم سأحدثك عن ثلاثة أسرار غالبًا لن يخبرك بها أحد.

هذه الخطوات إن طبقت واحدةً فقط منها ستُحدث فرقًا كبيرًا معك، وستوصلك لأعلى نتيجة بأقل مجهود.

السر الأول: تأثير السلوك على المخمن المهم جدًا أن تفهم أن كل سلوك نقوم به له تأثير فعّال على المخ، سواء بالإيجاب أو بالسلب.فعلى سبيل المثال، لو أن عقولنا تستمد طاقة التحفيز من الجزء لا من الكل، وتعتاد سماع كلمات إيجابية وتحفيزية باستمرار، فهل سيظل لدينا شغف للاستمرار حتى النهاية؟ الطبيعي أن تقول: نعم، سيستمر، لكن الحقيقة أن هذا التحفيز الوهمي إذا صدّقناه فلن نتقدّم خطوة، ولن نُكمل الطريق للنهاية.

خذ مثالًا على ذلك الكاتب الذي ينشر أجزاءً من روايته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويركّز على التعليقات الإيجابية والكلمات المشجعة؛ ستجد أنه يستغرق وقتًا أطول من الكاتب الذي لا ينشر شيئًا حتى يُنهي عمله كاملًا.

وقِس على ذلك الأفكار والخطط التي نشاركها مع الآخرين كل يوم.

فكِّر قليلًا: كم فكرة كانت في بالك لتغيّر مصيرك ومصير أسرتك، وبمجرد أن شاركتها لم تُنفذها لأن عقلك بدأ “يلاعبك”!

مثال آخر: نذكر جميعًا الكابتن مانويل جوزيه، المدرب العالمي لفريق الأهلي، في فترة كانت من أنجح الفترات في تاريخ النادي.

كان معروفًا عنه أنه بعد كل فوز للفريق، وقبل أن تبدأ الاحتفالات، يلفت انتباه اللاعبين إلى خطأ أو مشكلة داخل غرفة الملابس، لأنه كان يدرك تمامًا هذا السر: أن التحفيز الزائد يُضعف الأداء.

لذلك كان يكسر حاجز الاحتفال ليحافظ على الاستمرارية بنفس الكفاءة، والنتيجة يعرفها الجميع؛ فقد كانت فترة جوزيه من أقوى وأنجح فترات النادي الأهلي.

السر الثاني: تنظيم الوقت أم إدارته؟أيهما أصح: تنظيم الوقت أم إدارة الوقت؟ وأين تأتي زيادة الإنتاجية بينهما؟دعنا نفهم أضلاع هذا المثلث الثلاثة.

أولًا: تنظيم الوقت، وهو أن تُحدّد عدد الساعات المطلوبة لإنجاز مهمة معينة، مثل جدول الحصص في المدرسة: الحصة الأولى مدتها كذا دقيقة، ثم الثانية وهكذا.

وكذلك مواعيد الدخول والخروج…لكن ما القيمة التي خرجنا بها من ذلك؟

ثانيًا: إدارة الوقت، وهي الأداة الأقوى لزيادة الإنتاجية إن استخدمناها بشكل صحيح.سأوضح بمثال: عندما بدأتُ أمارس مهارة إدارة الوقت، لم أكن أعلم أن عليَّ أولًا أن أُوازن بين المدخلات والمخرجات من المعلومات، فوقعت في فخ المجهود الزائف.

كنت أبذل مجهودًا بنسبة 200%، والنتيجة لا تتجاوز 20%!لماذا؟ لأن العقل لا يتعلّم فقط من المدخلات، بل من المخرجات أيضًا، أي من طريقة استخدام المعلومات.

وهنا يكمن السر العظيم في زيادة التركيز والتذكر.جرّب اليوم أن تستمع إلى محاضرة أو تقرأ كتابًا أو حتى هذا المقال، ثم بعد الانتهاء استخرج النقاط المهمة بطريقتك الخاصة، واسترخِ لدقائق، ثم أعد مراجعتها.

قد تجد صعوبة في البداية، لكن بعد لحظات سيبدأ العقل في استرجاع المعلومات.

كرر العملية بعد ساعتين أو ثلاث، ثم في اليوم التالي، ومع إدخال معلومات جديدة، استرجع القديم مع الجديد، وستجد أن المعلومات قد تثبّتت دون أن تشعر، لأن العقل نقلها من الذاكرة قصيرة المدى إلى طويلة المدى.

وإذا كنت تستخدم الألوان أو الخرائط الذهنية في كتاباتك، فسيصبح الأمر أسهل في التذكر والتخيل.

السر الثالث: الصداع بداية الانطلاق

قد تتفاجأ حين تعلم أن الصداع والتعب ليسا علامة للتوقف، بل إشارة إلى بداية الانطلاق!أغلبنا يظن أن الصداع يعني أن الوقت قد حان للراحة، لكن الحقيقة أن الصداع الناتج عن إدخال مهارة جديدة هو طريقة العقل ليقول لك: أنا أُكوّن خلايا عصبية جديدة، وأربط بين الخلايا القديمة والجديدة.

ستلاحظ ذلك أكثر إذا كنت تمارس ألعاب التفكير أو الألغاز مثل سودوكو أو ألعاب الحسابات الذهنية؛ فهذه الإشارات تعني أنك تسير في الاتجاه الصحيح، وأن عقلك ينتقل من مرحلة الجمود إلى مرحلة البناء والتطوير.

ونصيحتي لك: لا تتوقف، ولا ترجع إلى منطقة الراحة، بل استمر، وكافئ نفسك لأنك تستحق.

أعتقد بعد معرفتك بهذه الأسرار العظيمة، ستتغيّر نظرتك إلى نفسك، وستبدأ في فهم ذاتك والبحث عن البداية الصحيحة المناسبة لها.

تذكّر دائمًا: البداية الصحيحة تجعلك دائمًا الفائز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى