بحضور رئيس مجلس الوزراء: تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران بالعاصمة الإدارية الجديدة.
توقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومنظمة اليونسكو وعدة جامعات أجنبية.
شهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم الثلاثاء، حفل تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران (IAAU) بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسيد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، والسيدة / ستيفانيا جانيني مساعد المديرة العامة لليونسكو لقطاع التعليم، وعدد من السفراء الأجانب، وممثلي الجهات الشريكة، وممثلي المنظمات الدولية، والجامعات الأجنبية بمصر، وبمشاركة عدد من رؤساء الجامعات وقيادات الوزارة، ونخبة من الإعلاميين.
كما شهد الدكتور مصطفى مدبولي، توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وكذلك توقيع عدة مذكرات تفاهم بين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران والجامعات التالية: (المدرسة الدولية للهندسة المعمارية في غرونوبل بفرنسا، وكلية الهندسة المعمارية بجامعة سابينزا في روما بايطاليا، ومعهد دراسات الإسكان والتنمية الحضرية جامعة إيراسموس روتردام بهولندا).
وأعلن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أنه تم تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران؛ بهدف تأسيس مركز تنوير محوري بجمهورية مصر العربية يعمل كقوة دافعة، لتحقيق قفزة نوعية في التعليم والتعلم في مجالات الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني، بهدف ربط التخصصات والاهتمامات المختلفة في المجالات ذات الصلة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تعزيز وإثراء سوق العمل من خلال توفير مهندسين معماريين ومخططين حضريين مؤهلين تأهيلاً عاليًا وفق أحدث المعايير الدولية، فضلًا عن تطوير مهارات وكفاءات المهنيين الحاليين في مجال العمارة والتخطيط الحضري في سوق العمل، من خلال شهادات متخصصة ومعتمدة دوليًا، وكذلك تعزيز التعاون المحلي بين المؤسسات التعليمية والتدريبية داخل مصر بالشراكة مع شركاء دوليين.
ومن المقرر أن يحصل الخريج على الدرجات العلمية المزدوجة (شهادات تخصصية بعد التخرج) في التخصصات (تكنولوجيا البناء – البيئة الخضراء – الإسكان – العقارات – التراث والترميم – العمارة الرقمية – البيئة – مخطط حضري – الاقتصاد الحضري – تنسيق موقع).
وخلال فعالية تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران، رحب الدكتور أيمن عاشور بتشريف الدكتور مصطفى مدبولي في هذا الحدث الهام الذي يعد أحد أهم مخرجات الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي ارتكزت أحد محاورها الرئيسية على تعزيز المرجعية الدولية، بما يربط مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي بالأبعاد المحلية والعالمية، ومواكبة المتغيرات المتسارعة، ومتابعة البرامج الأكاديمية والمشاركة في المشروعات البحثية ذات الأولوية، مشيرًا إلى أنه جار العمل على زيادة أفرع الجامعات الأجنبية في مصر ليصبح 19 فرعًا لجامعات أجنبية تمثل عددًا من الدول الشقيقة والصديقة، من بينها (إنجلترا، وإسكتلندا، وروسيا، والبرتغال، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وفرنسا)، وهو ما يعكس ثقة هذه الدول في البيئة التعليمية والبحثية بمصر، ويعزز مكانتنا على الخريطة الدولية للتعليم العالي.
وأوضح الدكتور أيمن عاشور أن تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران يعد خطوة للاستجابة لمتطلبات التنمية العمرانية المستدامة، ومواكبة التحديات المتسارعة التي تواجه مدننا ومجتمعاتنا، من التوسع الحضري والحوكمة العمرانية، إلى الإسكان والتنمية المجتمعية وإعادة الإعمار في الدول المجاورة، والحفاظ على التراث والهوية المعمارية، وهي جميعها قضايا ذات أولوية قصوى على الصعيدين الوطني والدولي، مؤكدًا أن هذه الاحتفالية العالمية تتيح لنا فرصة للتأمل في الدور الكبير الذي تؤديه العمارة في تشكيل مجتمعاتنا، مؤكدًا أن الأكاديمية ستسهم في تعزيز جودة التعليم وربطه بمتطلبات التنمية، والانفتاح على الشراكات الدولية، وتوسيع نطاق التخصصات التي تلبي احتياجات المستقبل، مشيرًا إلى أن تأسيس الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران، يؤكد التزامنا بتطوير برامج تعليمية وبحثية متقدمة، قادرة على المنافسة عالميًا، ومتصلة بقضايا التنمية الحضرية المستدامة.
وسلط الوزير الضوء على التعاون مع منظمة اليونسكو في هذا المشروع الذي يحمل أهمية استثنائية، ليس فقط لما يوفره من خبرات دولية وإمكانات معرفية، بل لما يعكسه من ثقة المجتمع الدولي في الدور الريادي لمصر، وذلك في ظل ما تملكه من رصيد حضاري وأثري فريد، وخبرات هندسية متراكمة عبر العصور، قادرة على أن تقدم نموذجًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وينفتح على محيطه الإقليمي والدولي، وقد جاء تصميم هذه الأكاديمية ليغطي مجالات متعددة، بدءًا من العمارة الرقمية والتقنيات الحديثة، وتخطيط المدن والحوكمة العمرانية، والإسكان والتنمية الحضرية، ووصولًا إلى صون التراث وإعادة تأهيل العمران، وهي مجالات تعكس أولويات التنمية في مصر، كما تتسق مع أهداف التنمية المستدامة والأجندة الحضرية العالمية التي تتبناها منظمة اليونسكو.
وفي ختام كلمته، توجه الدكتور أيمن عاشور بخالص الشكر والتقدير إلى منظمة اليونسكو على دعمها الكبير، وإلى الحكومة المصرية على دعمها اللامحدود، وكذلك الشركاء الدوليين من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، على ما قدموه من تعاون مثمر لإنجاح هذه المبادرة، مؤكدًا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ستواصل العمل مع جميع الشركاء، لضمان نجاح الأكاديمية وتحقيق رسالتها، لتكون منارة علمية دولية، تُسهم في خدمة التنمية في مصر، ونقل خبراتها إلى المنطقة والعالم.
من جانبها، قدّمت السيدة ستيفاني جيانيني، نائبة المديرة العامة لليونسكو للتعليم، خالص الشكر والتقدير للحكومة المصرية على التعاون المستمر مع منظمة اليونسكو، مؤكدة أن لمصر مكانة خاصة وعلاقات وثيقة تجمعها بالمنظمة في العديد من المجالات الحيوية، وأشارت إلى أن التعاون بين مصر واليونسكو في مجال التعليم يُعَد نموذجًا رائدًا، إذ يمتد عبر جميع المراحل التعليمية بدءًا من مرحلة الطفولة المبكرة، مرورًا بالتعليم الأساسي والعام، وصولًا إلى التعليم العالي والبحث العلمي.
وأوضحت أن إطلاق الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران في مصر سيمثل مركزًا متميزًا لتقديم التعليم والتدريب ليس فقط للطلاب المصريين، وإنما أيضًا للعالم العربي والقارة الإفريقية، بما يعزز من مكانة مصر كجسر لنقل المعرفة والانفتاح على العالم. وأكدت أن العمارة، بما تحمله من قيم جمالية ووظيفية، تُعد أداة مهمة لخدمة البيئة، وجودة الحياة والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي توليها اليونسكو أولوية كبرى.
كما شددت على أن هذه الخطوة تعكس حرص مصر على الاستثمار في التعليم العالي باعتباره ركيزة أساسية للتنمية، مشيدة بالإستراتيجية الوطنية التي تنتهجها الحكومة المصرية، وخاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في تطوير منظومة التعليم وإعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
وختمت كلمتها بالتأكيد على اعتزاز اليونسكو بشراكتها مع مصر، وتطلعها إلى المزيد من التعاون المثمر في مجالات التعليم والبحث والابتكار.
من جانبه، أعرب السيد ميكيلي كواروني، سفير إيطاليا بالقاهرة، عن فخره بالمشاركة في هذا الحدث وبالتعاون مع مصر في تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران، ووجّه التحية والشكر للحكومة المصرية على دعمها لهذا المشروع المهم، مشيرًا إلى أن مصر وإيطاليا تتشاركان تاريخًا عريقًا في مجال العمارة، باعتبارها انعكاسًا لهويتنا وأحد أهم المجالات التي تؤثر في جودة الحياة وتحسين البيئة.
وأشار السفير إلى تميز مشاريع التعاون العمرانية التاريخية التي تربط البلدين في محافظتي القاهرة والإسكندرية، مؤكدًا أن هذه الأكاديمية ستسهم في تخريج أجيال جديدة متميزة في مجال العمارة والتخطيط العمراني. كما ثمّن جهود جميع الجهات المشاركة في هذا المشروع، معربًا عن تطلعه لمزيد من التعاون المثمر مع مصر في مجال التعليم العالي.
ومن جانبه، أعرب السيد إريك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة، عن سعادته بهذا التعاون، مؤكدًا أنه ليس الأول من نوعه، سواء مع مصر أو مع منظمة اليونسكو. وأشار إلى أن مصر وفرنسا وقعتا مؤخرًا العديد من الاتفاقيات المهمة لتعزيز التعاون في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مثمّنًا اهتمام القيادة السياسية المصرية بمد جسور التعاون مع فرنسا.
وأضاف: لقد حققنا خطوات كبيرة في هذا السياق، مؤكدًا أن تدشين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران يمثل خطوة مهمة ستسهم في رفع مستوى تأهيل الأجيال الجديدة في هذا المجال الحيوي. كما وجّه الشكر إلى الجهات الممثلة في المشروع وأشاد بالجامعات المصرية، على تعاونها البنّاء، مشددًا على قوة وعمق العلاقات التي تربط بين العديد من الجامعات المصرية والفرنسية.
ومن جانبه، أكد الدكتور عمر الحسيني رئيس اللجنة التحضيرية للأكاديمية الدولية للعمارة والعمران، أن تدشين الأكاديمية يمثل علامة مضيئة في التعليم العالي والبحث العلمي محليًا وإقليميًا ودوليًا، معربًا عن امتنانه العميق لشركاء النجاح، بدءًا من منظمة اليونسكو التي ستسهم في تحويل الأكاديمية إلى مركز متخصص معتمد خلال عامين، كما قدم الشكر لشركاء الأكاديمية من الجامعات الأوروبية المرموقة في فرنسا وإيطاليا وهولندا، الذين قدموا الدعم لبدء البرامج الأكاديمية بحلول العام الدراسي 2026/2027، مشيدًا بالدعم المستمر من الدولة المصرية بجميع مستوياتها، الذي يعد القوة الدافعة لتعظيم دور الأكاديمية ورسالتها الطموحة.
وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن اتفاقية التعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومنظمة اليونسكو، تهدف إلى تسهيل التعاون البحثي بين المؤسسات الوطنية وكراسي اليونسكو، ودعم إنتاج ونشر البحوث التطبيقية في مجالات (الحفاظ على التراث، والاستدامة البيئية، والابتكار التكنولوجي)، وتطوير برامج الدراسات العليا المتخصصة، فضلاً عن دعم التكامل مع كراسي اليونسكو وشبكة UNITWIN من خلال إنشاء كرسي جديد لليونسكو في مصر.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن مذكرات التفاهم الموقعة اليوم بين الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران مع (المدرسة الدولية للهندسة المعمارية في غرونوبل بفرنسا، وكلية الهندسة المعمارية بجامعة سابينزا في روما بايطاليا، ومعهد دراسات الإسكان والتنمية الحضرية جامعة إيراسموس روتردام بهولندا)، تهدف إلى دعم التعلم وتحقيق الأهداف التعليمية، من خلال تأسيس مركز تثقيفي محوري في مصر يساهم في إحداث نقلة نوعية في التعليم والتعلم المعماري والعمراني من خلال تقديم برامج دراسية مزدوجة، وتعزيز التعاون وإثراء سوق العمل في مجال العمارة، والتخطيط الحضري، وإنشاء شبكة بحثية في المجالات ذات الاهتمام المشترك بهدف تعزيز برامج الماجستير والدكتوراة، فضلًا عن إنشاء مركز متميز في الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني على أحدث طراز، وكذا المشاركة في دراسات مشاريع إعادة الإعمار.