أنا وتلاميذي| أماني ألبرت تكتب: أحمد عبد الله.. المعرفة في المقام الأول
دكتورة أماني ألبرت & أستاذ الإعلام بجامعة بني سويف
دكتورة أماني ألبرت& أستاذ الإعلام بجامعة بني سويف
أحمد عبد الله، تلميذي منذ سنوات طوال، هو طالب سعودي الجنسية لأب سعودي وأم مصرية، درس في مصر، أثبت تميزه أثناء الدراسة والمناقشات داخل المحاضرات، بداية التعامل الفعلي كان مع تكليف عملي صعب كلفت الطلاب به، طلب مني أن أعطيه فكرة أو أساعده فرفضت وقلت له لا يوجد مستحيل، أنت تستطيع، وجاء وقت تقديم الأفكار، ففازت مجموعته بالمركز الأول.
أنا وتلاميذي
بعد تخرجه حرص على التواصل معي من وقت لآخر، في إحدى الأيام رن هاتفي برقم من أمريكا وكان تلميذي يشكرني بعد سنوات قليلة من تخرجه لأنه سافر يأخذ دورات تدريبية وأخذ بعض الموضوعات المشابهة لما درسته إياه أثناء الجامعة فقرر التواصل لإلقاء التحية، فرحت جدًّا بأحمد وتابعت شغفه لتطوير نفسه ومحاولته للحصول على أكبر قدر من المعلومات والمهارات، وحصوله على أفضل طالب من الخارج ضمن 40 الف طالب في السنة التمهيدية قبل الماجستير من جامعة Wright State بولاية اوهايو، ثم حصوله على الماجستير من نفس الجامعة في أقل من نصف مدة البعثة فأضاف دراسات في تخصصات أخرى.
ومرت الأيام، كان يأتي فيها لزيارة مصر ونظرًا لعدم تواجدي الدائم بالقاهرة لم أتمكن من رؤيته ولكنه كان يتواصل معي هاتفيًا، مرة يقول لي أنه وجد كتبي في المكتبة ففرح بها وينقصه أن أكتب إهداء له عليها، ومرة أرسل له الكتب الجديدة مع مرسال عليها الإهداء الذي أراده، ثم يرسل ويناقشني فيما كتبت برغبة شديدة في التعلم، ومرت السنين بسرعة.
وفي العام 2017 تواصل معي عبر الفيسبوك لاستشارتي في ثلاث فرص عمل متاح يتقدم لها، في أماكن مهمة جدا بالمملكة العربية السعودية، وطلب مني وفقا لمعرفتي بشخصيته أرشح له الأفضل فتناقشت معه في ضوء ميوله، فتوكل على الله.
بعدها بسنتين نزل مصر وبحث عن كتبي في الأتيكيت والبروتوكول لتفيده في عمله، وكتب لي “وأنا والله حريص جدًّا اني آخد كتبك وأستفيد من علم حضرتك، اتعلمت من حضرتك كتير ولسا عاوز أتعلم من حضرتك يادكتور، حضرتك يادكتور سبتي فينا بصمة حلوة حتفضل طول العمر إن شاء الله”
بصمة حلوة
فرحت بتلميذي وتقدمه وما وصل به، وبعد سنوات طويلة تواصل معي “دكتور أنا بالقاهرة، لازم اسلم عليك المرادي” وبالفعل التقينا بعد تأجيل 17 عاما بسبب انشغالاتي وكم كنت فخورة بتلميذي العزيز، وما وصل له، والمكانة المرموقة التي يشغلها، وقد ذكرني بالتكليف الصعب وكيف دفعته للتفكير وقال لي ما زال الموقف مؤثر في أن أتذكر كلماتك لي “مافيش حاجة اسمها معرفش.. هتقدر”
اليوم انا ألخص في سطور قليلة أحداث سنوات طويلة وأقول لك تلميذي كنت متميزًا أثناء الدراسة، واليوم أراك متميزًا في مجال عملك، لا يمكن أبدًا أن أنسي مناقشاتنا حول ما تقرأه من كتب، ولعل سبب ما أنت فيه هو بحثك واطلاعك ورغبتك في المعرفة، أتمني لك مستقبل باهر، لك تحياتي من أرض الكنانة.
One Comment