ياسمين حسن تكتب : مازال أمامك فرصة لتبدأ من جديد
ياسمين حسن تكتب : مازال أمامك فرصة لتبدأ من جديد.
ما زال أمامك فرصة لتبدأ من جديدكتبتها : ياسمين حـــسن في هذه المقالة ستجد الإجابة على سؤالك: كيف، ومتى أبدأ لكي أُصبح النسخة الأفضل مني؟ ووضع المعايير التي تحقق لك الرسم والسير على خطوات واضحة وثابتة للوصول إلى أهدافك. وحين تُهيّئ البيئة الصالحة سأخذ بيدك في سلسلة من الموضوعات خلال الفترة القادمة لبناء إستراتيجيتك الذاتية الخاصة بك وفقًا لما تريد أن تكون.
محتوى المقالة:• قوة البدايات.
• تأثير البدايات الصحيحة على أهدافنا.
• أنواع البيئات المحيطة بنا وآثارها في بناء خطوات سليمة.
• المشتتات وكيفية التعامل معها.
• الوقت المفضل لبداياتك.
هل استيقظت يومًا مع إشراقة يوم جديد؟
يوم تتنفس فيه مخلوقات الله على الأرض، وزقزقة العصافير وهي تستعد لبدء يومها سعيًا على رزقها وحريتها، بنشاط وحيوية تملأ الكون؟ فاليوم نغوص بعمق في صباح هادئ بعيدًا عن أي ضوضاء، يملؤه السكينة والهدوء، صباح أعطانا الله فيه الفرصة لنبدأ من جديد ونقول: “الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور”.
فليبدأ اليوم بقوة الأفكار والإبداعات والقرارات الصحيحة:
هل اليوم سعيد أم تعيس؟
هل سأبدأ من جديد أم يبقى الحال كما هو دون تغيير؟
هل أستطيع أن أصنع من عملي العبادة والرسالة أم هو مجرد سبب للبقاء؟
لحظات من الصمت لتُجيب، وبناءً على إجابتك ستقرر من تريد أن تكون.
البداية الصحيحة هي السبب الأساسي في ضبط المؤشر لاتجاهك؛ فحين تسير السفينة، تخطو باتجاه محدد قبل أن تتحرك، وليس اتجاهًا عشوائيًا. تسير بدقة وتركيز لتصل لهدفها؛ في مكان لا يوجد فيه اتجاهات.فإذا تخيلنا أنك السفينة، فما مؤشرك اليوم؟حدد هدفًا واحدًا فقط واسعَ في طريقه خلال اليوم؛ هدف بسيط، محدد، سهل تحقيقه.في لحظة الصفاء والوضوح وظهور الفلق ومن بعده الشروق، انظر بعينيك على محيطك. اصنع معي دوائر وهمية تمثل كل دائرة منها البيئة المحيطة بك.
سأبدأ بالدائرة الأقوى تأثيرًا وهي البيئة الاجتماعية: تتمثل في الأهل والأصدقاء…
• الأهل: يتمنون أن يجدوا منك أفضل ما يكون، لكن ليس تأثيرهم عليك كالأصدقاء.
قال رسول الله ﷺ:”المَرْءُ على دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أحَدُكُمْ مَن يُخالِلْ”،رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح.
أي أن المرء يشابه صديقه وصاحبه في سيرته وعاداته، فهو مؤثر في الأخلاق والسلوك والتصرفات، بل ونظرة المجتمع لهما. معرفة الناس بكل منهما تكون من خلال أحوال الصاحب؛ فإن صلحا فالصلاح للجميع، وإن فسدا فالفساد لهما. لذلك أوصانا رسول الله ﷺ بحسن اختيار الصديق.
ومن هنا، وبعد أن تأكدنا من أهمية اختيار الصديق وتأثيره على خطواتنا، فراقب:هل أصدقاؤك ممن يستمتعون بالجلوس على المقاهي وندب الحظ والكلام والخطط التي ستكون نهايتها مجرد كلام؟أم هم من يدركون قيمة الوقت ويستمتعون بالترفيه الداعم لهم والمساعد في الوصول لأهدافهم؟في الحقيقة، شتّان بينهما.
ثانيًا: البيئة الماديةالمقصود منها هو مكانك المهيأ للمذاكرة أو العمل أو حتى الترفيه. فعليك بتحديد كل مكان لما هو له. بمعنى:
• مكان المذاكرة للمذاكرة، حتى لو مجرد ركن في حجرتك، المهم أن يكون مخصصًا لأدواتك.
• مكان النوم مخصص للنوم فقط، ليس للتصفح على الهاتف ولا لمكالمة مهنية.
• مكان الترفيه وتجمع الأسرة اجعله مخصصًا بكل ما تفضل، مثل “بلاي ستيشن” على سبيل المثال.
• ولا تنسَ كرسي القراءة والاطلاع.
تخصيص الأماكن يساعد المخ على سرعة التهيئة وبداية عادات منظمة، فمع الوقت والاستمرارية تجعلك شخصًا منظمًا يتقن مهارة التنظيم والتخطيط.
وأخيرًا وليس آخرًا: البيئة المتوحشة (البيئة التكنولوجية)أطلقت عليها البيئة المتوحشة نظرًا لاعتبارها “ليفِل الوحش”.
حين تستطيع أن تسيطر عليها وتتحكم فيها “هتكسب فرصتك الذهبية”.تليفونك هو السبب الذي يعطلك، لأن من خلاله يفرز جسمك هرمون الدوبامين بكثرة، وهذا سبب كافٍ جدًا للتسويف، ولأن تليفونك يتحكم فيك.
وبما أن المشتتات حولنا تزيد يومًا بعد يوم، فلا حل إلا أن نحبسها لكي نتمكن من السيطرة عليها كما نسيطر على الوحوش.ابدأ بتحدٍ بسيط مثل:
• لا أمسك تليفوني بعد الاستيقاظ إلا بعد ساعة كاملة.
• قبل النوم بساعة أبعده عني وأقفله.
الخطوة الثانية: زد التحدي؛ اجعل الساعة ساعتين. وقبل أن تفكر في إمساكه، حدد: ماذا تريد منه؟ هل ستشاهد فيديو محددًا؟ هل ستبحث عن خبر مهم؟ وأول ما تُنهي هدفك، أوقفه فورًا حتى ولو بعد دقيقة. وسريعًا كافئ نفسك، لأنك حققت إنجازًا حقيقيًا.ولما تجرب متعة الإنجازات الحقيقية، مش هتفكر ترجع لورا.
ومن هنا تكون البداية. البداية من اللحظة التي أنت واقف عندها وتقرأ هذا الكلام.ابدأ من الآن، مش بعد ساعة.ابدأ وأنت فاهم.ابدأ صح… هتكسب فرصة.