قاطرة الثقافة

“وفرحت مصر”معرض متميز للكاريكاتير واجواء تستعيد التاريخ احتفاءً بانتصارات أكتوبر.


استضافت قاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون التابع لقطاع المسرح الإنتاج الثقافي، على مدار يومي 6 و7 أكتوبر، معرضًا فنيًا متميزًا بعنوان “وفرحت مصر… من بعد النصر”، وذلك ضمن فعاليات وزارة الثقافة احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبالتعاون مع عدد من مؤسسات الدولة.


اتسم المعرض بأجواء احتفالية نابضة بالفخر والانتماء، كما ضم 44 عملًا كاريكاتيريًا قدمها 25 فنانًا من مصر وعدد من الدول الأخرى، تناولت جميعها بطولات حرب أكتوبر المجيدة ومشاعر المصريين بالعزة المواكبة لهذا النصر، إلى جانب بورتريهات فنية للرئيس الراحل أنور السادات وعدد من قادة الحرب، الذين صنعوا ملحمة العزة والكرامة. كما تضمن المعرض عرضًا خاصًا لأعمال رواد فن الكاريكاتير في مصر الذين وثّقوا لحظات النصر بريشتهم، ومن أبرزهم صلاح جاهين، مصطفى حسين، جورج بهجوري، أحمد طوغان، جمعة فرحات، عبد العزيز تاج، أحمد علوي، وسعيد بدوي، إلى جانب نخبة من فناني الجمعية المصرية للكاريكاتير.


ويعد هذا النشاط أحد الأنشطة الثقافية التى ينظمها قطاع المسرح برئاسة المخرج الكبير خالد جلال بالتعاون مع الجمعية المصرية الكاريكاتير في إطار الاحتفاء بأنتصارات أكتوبر العظيمة، وشهد الافتتاح حضورًا مميزًا لعدد من قيادات وزارة الثقافة، من بينهم أمير تادرس مستشار وزير الثقافة للحوار والتنمية المجتمعية، بالإضافة إلى الدكتورة منى العقاد أستاذ مساعد أمراض السمع والاتزان وعضو لجنة الصحة بالمجلس القومي للمرأة، وابنة أحد قادة حرب أكتوبر.

كما شارك عدد من رموز فن الكاريكاتير في مصر، وعلى رأسهم الفنان مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، والفنان فوزي مرسي أمين عام الجمعية، إلى جانب عدد من الفنانين المصريين والأجانب المقيمين في مصر.


كما حرصت وزارة الثقافة على أن يكون المعرض منصة تفاعلية تجمع بين الفن والتعليم، فتم تنظيم زيارات طلابية موسعة، كان أبرزها زيارة وفد طالبات قطاع المعاهد الأزهرية، برعاية فضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، وبالتعاون مع الدكتورة نوال حسني رئيس الإدارة المركزية لرعاية الطلاب، والأستاذ إبراهيم صديق مدير عام الرعاية الاجتماعية، وبعد ذلك اصطحبت الدكتورة سعاد حلمي موجه النشاط الثقافي والديني بالإدارة المركزية لرعاية الطلاب، الطالبات فى رحلة تثقيفية للمشاركة بعد ذلك في عدد من الأنشطة الثقافية الأخرى التي نظمت بالتوازي مع المعرض
وفي إطار دعم المواهب الشابة وتشجيع الإبداع، تولت الدكتورة أسماء جبر التنسيق مع عدد من المؤسسات الأكاديمية الفنية لزيارة معرض الكاريكاتير و تنظيم ورش فنية أخري تشاركية استلهمت أعمالها من المعرض وروح النصر، شارك فيها المعهد العالي للفنون التطبيقية بـ6 أكتوبر برئاسة أ.د. إيمان عبد الله، حيث أقيمت ورش للحفر بإشراف عبير حمدي، وورش للرسم بقيادة د. أحمد روميه، والحلي د. وهاد سمير، والطباعة د. نهلة شعبان، والديكور د. رضوى فتحي.


كما شارك المعهد العالي للفنون التطبيقية بالتجمع الخامس برئاسة أ.د. سهير عثمان بعدد من المعارض الفنية وورش طباعة بإشراف د. نهى عفيفي، ونظمت كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان ورشًا فنية كبرى بإشراف د. طاهر عبد العظيم ود. أسماء الدسوقي، إلى جانب مشاركة كلية الفنون التطبيقية بجامعة بنها من خلال الأساتذة د. أسماء جبر، د. نيفين فاروق، د. هبة عاطف، د. سالي رؤوف، د. سارة، ومركز رعاية الموهوبين بإشراف د. منى نصر.


وقد حرصت وزارة الثقافة على التنسيق مع وزارة النقل ممثلة في “الهيئة القومية للأنفاق”، لعرض اعمال المعرض في عربات مترو الأنفاق والقطار السريع ، ضمن الكثير من المعروضات الوثائقية والفنية الأخرى، في دلالة رمزية لأهمية هذا الفن .


يذكر أن فن الكاريكاتير يأتي في مقدمة الفنون المشاركة في الفعاليات الثقافية الكبرى، لما يتمتع به من قدرة فريدة على تبسيط القضايا المعقدة وتناولها بروح ساخرة وعمق فكري في آن واحد. فهو فن يجمع بين الفكاهة والوعي، ويستطيع أن يلامس وجدان الناس ببساطة، ليصبح صوت الشارع ولسان حال المجتمع، معبرًا بصدق عن مشاعره وتطلعاته، وموجهًا رسائل مؤثرة حول أهم القضايا المصيرية.


وتُعد مصر من الرواد العرب في مجال الكاريكاتير، إذ تمتلك تاريخًا عريقًا في هذا الفن يمتد إلى بدايات القرن العشرين، قدم خلاله كبار الفنانين أعمالًا شكلت علامات مضيئة في الوعي الجمعي. لم تكن رسوماتهم مجرد أعمال ساخرة، بل صفحات ناطقة من الذاكرة الوطنية، ومرايا صادقة عكست نبض الشارع المصري، وجسدت هموم الناس وآمالهم بروح نقدية مبدعة جعلت من الكاريكاتير جزءًا أصيلًا من الثقافة المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى