د.عبير بسيوني تكتب : جولة أول رئيس مصري لدول الشمال استعادة لعلاقات قديمة ما زالت آثارها
الدكتورة عبير بسيوني&وزير مفوض بوزارة الخارجية

لا يعلم الكثيرون ان اجدادنا المصريين القدماء وصلوا إلى مناطق لا يتخيلها عقل ونشروا ثقافاتهم لأبعد الحدود و إلى بلاد بعيدة سواء بالجنوب في أفريقيا أو بالشمال في اوروبا.
ونهج المصريون ممن تلوهم-بغض النظر عن ديانتهم- على نفس الخطى، فإنطلق الأقباط ومن بعدهم المسلمين الي انحاء الدنيا.
وقد تابع الرئيس السيسي مسيرة أجداده فكان أول رئيس مصري يزور دول الشمال في العصر الحديث.
واستدعى ذلك أن ننظر بشغف عن علاقاتنا التاريخية مع هذه الدول لنكتشف مدى التقارب –رغم بعد الجغرافيا- مع هذه الدول وحضاراتها التى اتصلت بحضارتنا العريقة.
أولا: أيرلندا

لنبدأ بآخر دولة في الجولة، وهي أيرلندا، والتى لها دور مُشرف ومواقف ايجابية لمناصرة الحق العربي واقامة الدولة الفلسطينية وحيث اعترفت بالدولة الفلسطينية في مايو 2024 وشهدت علاقاتها مع اسرائيل تدهورا في الأشهر الأخيرة خاصة بعد دعم أيرلندا لجنوب إفريقيا في دعواها المقدمة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة حتى أعلنت اسرائيل في 15/12/2024 اغلاق سفارتها لدى ايرلندا.
وليس هذا غريبا إذا علمنا ان السلالة المصرية عاشت أيضا وسكنت بدول الشمال وأن العرق يمد لسابع (ألف) جد. وفيما يلي بعض قصص التاريخ المشترك والعادات المتشابهة المتداولة عن ذلك:
أظهرت دراسة قامت بها جامعتان في أيرلندا أن الصفات التي تميز الأيرلنديين اليوم نتيجة الهجرة من مناطق البحر الأسود والشرق الأوسط.
وركزت الدراسة على الحامض النووي لامرأة يعتقد أنها كانت تعيش في منطقة بلفاست الأيرلندية منذ 5200 عام، أن ملامحها كانت خليطاً من ملامح الصيادين ومن ملامح المزارعين من سكان الشرق الأوسط، كما أنها كانت تشبه سكان جنوب أوروبا الحاليين ذوي الشعر الأسود والعيون البنية في حين أن التكوين الجيني لثلاثة من الرجال عاشوا في العصر البرونزي قبل 4000 عام في جزيرة “راثلين” في جنوب أيرلندا، كانت لديهم الصفات الأيرلندية مثل العيون الزرقاء حتى أنهم كانوا يعانون من خلل في الدم شائع بين الأيرلنديين، وبمقارنة بقايا المرأة بالرجال استنتج العلماء أن تحولاً جينياً حدث في المنطقة قبل 4000 عام.
الزراعة في أيرلندا وعلاقتها بالشرق الأوسط
أكدت الدراسة أيضا ان أصول الزراعة في أيرلندا تعود إلى الشرق الأوسط قبل 7500 عام، حيث هاجر أحفاد الحضارات الزراعية في العصر الحجري إلى أوروبا حتى وصلوا إلى أيرلندا.
كشف جينوم عمره 5000 عام، تم العثور عليه فى مقبرة بأيرلندا أن ملوكهم تزوجوا من أخواتهم وأبناء أهلهم الأصحاء للحفاظ على سلالات دم الأسر، وكان يتم السماح بهذه المحرمات للحفاظ على القبول الاجتماعى لهؤلاء الأشخاص الذى يعتبرون أنفسهم فوق القواعد أو حتى مثل الإله، تشبه نفس المعتفدات التى لدى ملوك الإنكا الأصليين والفراعنة المصريين القدماء، بالإضافة إلى ذلك وجد الباحثون أيضًا أن المقابر التى تم بناؤها في أيرلندا منذ أكثر من 5000عام، أٌقيمت بنفس الطرق المصرية القديمة من ممرات حجريه داخليًا وغرفًا – اسلوب “الاصطفاف الشمسى” السنوى، حيث يضىء شروق الشمس على الانقلاب الشتوى الذى يلقى الضوءعلى حجرة داخلية مقدسة.
المصريون أول من سكنوا أيرلندا
ويحكى لنا الأستاذ/عاطف الغمري بمقال بعنوان “المصريون أول من سكنوا أيرلندا” أنه عام ١٩٩٤، كان مديرا لمكتب الأهرام فى بريطانيا، لفت نظره برنامجا يوثق بمشاهد حية تنتقل فيها الكاميرا ما بين قرى فى ريف وصعيد مصر، وبين قرى فى أيرلندا، وترصد الكاميرا مصريين يعزفون أنغاما موسيقية على المزمار، ثم تنتقل الكاميرا إلى قرية أيرلندية وأهلها يعزفون نفس النغمة الموسيقية ونفس الآلات.
وينقل عن المؤرخ بوب كوين Bob Quinn، استنتاجه بأن المصريين هم أول من سكنوا أرض أيرلندا، وذلك بعد رحيلهم من الإسكندرية، أضاف المؤرخ الدليل بالآثار التى عُثر عليها فى أيرلندا أثناء التنقيب فى بعض المواقع، وكانت من الإسكندرية، فضلا عن وجود تطابقا شبه كامل بين طقوس المسيحيين فى أيرلندا وبينها فى مصر، بالإضافة إلى طباع وتقاليد الأيرلنديين رجالا ونساء. واعتبر ذلك هو السبب في وجود لهجات لغوية واتفاق في الذوق الموسيقي من الشرق فى أيرلندا رغم المسافات البعيدة.
رهبان مصر في أيرلندا
وينسب ذلك الي هروب الرهبان المسيحيين فى مصر كانوا يتعرضون للاضطهاد من الرومان. ومستشهدا بما ذكره بول جونسون، أبرز مؤرخى تاريخ المسيحية أن ٣٠٠ راهب مصري استطاعوا أن يضعوا خطة الرحيل بعيدا عن الاضطهاد الرومانى، بشرط البحث على مكان لا تكون الإمبراطورية الرومانية قد وصلت إليه، وانطلقوا فجرا فى الظلام بعائلاتهم وبسفينتهم فى البحر المتوسط فى رحلة طويلة إلى الأطلنطى عن طريق إسبانيا، فكانت أيرلندا مستقرهم.
وتؤكد الآثار التى تم العثور عليها زورق وسفينة كتب عليها الاسكندرية وتماثيل من تعاليم الكنيسة القبطية، تم نقلها وتسجيلها فى الكتب الأيرلندية القديمة، التى تتفق مع تلك القبطية من حيث طريقة الكتابة والزخارف المستخدمة فى تزيين الصفحات.
شعب أيرلندا ذو هوية شرقية
ملمح آخر مميز وهو ان الأيرلنديين شعب أوروبى لكن هويته شرقية، فهو محافظ ويختلف فى الطباع والتقاليد عن أمثاله فى بريطانيا وأوربا الغربية، ولا يعرف السلوكيات المتحررة.
ويوثق ماجد كامل بالشهادات التاريخية ومن واقع الممارسات المسيحية في أيرلندا أن جذورها مصرية بدءا من فكرة الرهبنة القبطية التى انتشرت في اوروبا –عن طريق الرهبان المصريون السبعة الذين هربوا بالمسيحية الي أيرلندا- الي احتفالات ايرلندا وتصميم الكنائس المعمارى بالقباب والهيكل التى ليس لها نظير في أوروبا المسيحية.
ويسرد المؤرخون أن أفواج الحجاج من أيرلندا كانت تتوافد على مصر حتى الربع الأول من القرن الرابع عشر. ويذكر المؤرخ الإنجليزى الشهير ستانلى لين بول “أن المسيحية الإيرلندية ــ وهى العامل العظيم فى تحضر الشعوب الشمالية فى أوائل العصور الوسطى كانت إبنة للكنيسة المصرية”. ويذكر العالم المصرى مرقس سميكة باشا (1864/1944) فى كتابه دليل المتحف القبطى ــ الجزء الثانى، أنه شاهد فى مكتبة بودليان بأكسفورد كتابين مخطوطين أحدهما باللغة الإيرلندية والثانى باللغة القبطية ــ معروضين للمقارنة جنبا إلى جنب، ويوجد بينهما شبه عظيم فى نوع الزخارف المستعملة فى تزيينهما.
ثانيا : النرويج:

النرويج محطة هامة شملتها جولة أول رئيس مصري لهذا الشمال الخلاب، وتمثيل جيد للدول الإسكندنافية الثلاثة (الدانمارك والنرويج والسويد) له تجربة ديمقراطية فريدة تتفق مع الديمقراطية الغربية من حيث الأدوات ويختلف معها من حيث الفلسفة والغايات.
ففي الديمقراطية الغربية الهدف الأهم هو توفير الضمانات المطلوبة لحماية رأس المال وللسماح له بالنمو، أما في الديمقراطية الاسكندنافية فالهدف هو توفير الأجواء المناسبة لتنمية الفرد، بالإضافة إلى العمل على تحقيق التضامن والتكافل الاجتماعيين التي توفرها الدولة لأفرادها، فحق الفرد في التعليم والرعاية الصحية هو حق مقدس في الديمقراطية الإسكندنافية. وهو حق يشمل الجميع دون تمييز.
الملفت هو نجاح الديمقراطية الإسكندنافية في النأي بمواطنيها عن العقلية الاستهلاكية المسيطرة على العالم. ففي تلك الدول لا يسعى المرء للحصول على الأشياء إلا إذا كان يحتاج إليها فعلا. وأهم مقومات الديمقراطية النرويجية هو العدالة الاجتماعية ونشر ثقافة السلام والتسامح. ومن أهم مظاهر التقارب بين مصر والنرويج نشير الي :
لا يوجد توثيق لوصول المصريين القدماء الي النرويج بنفس الحجم الذي عرضناه في أيرلندا. وربما تكون الطبيعة القاسية والبحرية في النرويج (شمال العالم وقطبه المتجمد) هي التى دثرت الحفريات والآثار.
النرويج وتأثرهم في صناعة السفن بمصر
ومع ذلك نستطيع تلمس تلك الجذور والروابط بين مصر والنرويج في أهم صناعاتها وهي السفن. وحيث تحظى صناعة السفن وتاريخها أهمية كبيرة وتقام لها المتاحف المتعددة ويحاط دائما النموذج المصري بكل الاهتمام والتقدير.
ويؤكد بعض علماء النرويج وصول قدماء المصريين الى بلادهم عبر البحر المتوسط. وفي عام 2002 دشنت رحلة بقارب بدائي عبر البحر المتوسط باتجاه شبه الجزيرة الاسكندنافية شيد من أعواد القصب على شاكلة بعض القوارب الفرعونية «التي صنع معظمها من نبات البردي» يحمل اسم «ابورا 2» وقد بناه صاحب المشروع دومينيك جورليتز الذي وصل الاسكندرية ليهدي مكتبة الاسكندرية خلال افتتاحها هدايا تذكارية من متحف كونتكي (للسفن) بالنرويج.
يُعتقد أن الرحالة المسلم أحمد بن فضلان هو أول مسلم وصل إلى النرويج في القرن العاشر الميلادي، ضمن بعثة أُرسلت بأمر من الخليفة العباسي المقتدر بالله، كانت هذه البعثة تتألف من مجموعة برئاسة ابن فضلان، وقد أُرسلت بناءً على طلب ملك الصقالبة لتعليم الإسلام له ولشعبه.

الفسيخ الأكل المشترك بين مصر والنرويج
من الطرائف التى تربط مصر والنرويج نجد ان هناك تقاليد مشتركة بين البلدين خاصة في الطعام. فالنرويجيين هم الشعب الثاني في العالم -بعد مصر- الذي يعشق أكل السمك المتعفن (الفسيخ) ويصنعونه بطريقة مشابهة لمصر..والرنجة النرويجية هي اكلة المصريين المفضلة.
يشير النرويجيين –بفخر- ان ثراءهم وموقعهم المتقدم بين الأمم جاء نتاج مشاركة المرأة النرويجية –على قدم المساواة مع الرجل- في العمل وحيث لديهم أعلى نسب تشغيل للمرأة، وهم بذلك أضافوا للناتج القومي الإجمالي لهم ضعف إنتاج الدول الأخرى التى لديها نفس عدد السكان ولكن لا تحظى فيها المرأة بالتسهيلات والمساعدات التى توفرها الدولة النرويجية للمرأة في بلادها لكي تعمل وتكون منتجة داخل المنزل وخارجه ويتم احتساب عملها كقيمة مضافة واضحة في الاقتصاد.
وتجدر الإشارة الي ان المؤرخين نسبوا ارتفاع ورقي وتفوق الحضارة المصرية القديمة على معاصريها من حضارات لنفس الفكرة أي لعلو قيمة المرأة بها ومشاركتها في جميع انواع العمل (أول فلاحة بتاريخ الانسانية كانت امرأة مصرية وكانت المرأة تبرم العقود وتطبب وتقوم بنفس اعمال الرجل دون فرق) في حين كانت الحضارات الأقل تنظر الي المرأة نظرة دونية لم يشهدها التاريخ المصري في بداياته المشرقة.
يرصد التاريخ ان بعض العائلات النرويجية وصلت واستقرت في مصر منذ القدم كما تجلى في ان اصول عائلة غالي (وهي من العائلات المشهورة في مصر) من ناحية الام (جدة بطرس غالي) هي نرويجية الأصل.
في عام 1846 تم إنشاء أول كيان وأول مكتب إحصائي بمصر وبه سبقت مصر الدول الأوربية فى عملية حصر التعداد السكانى وكان محمد على والى مصر هو من قام بإجراء أول تعداد سكانى وقد تم تدوينه فى عدد سبعة ألاف سجل موجودة الآن فى دار الكتب المصرية وتم تقدير عدد سكان مصر عام 1848 (وفقاً لما اعلنه الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء بصحيفة الوطن في 11 فبراير 2015) بأنه ما بين 4 إلي 4.5 مليون نسمة في حين لم يتجاوز سكان النرويج وفقاً لهيئة الاحصاء النرويجية 2 مليون نسمة. وعام 2012 وصل عدد سكان النرويج 5 مليون نسمة وعدد سكان مصر 85 مليون، وهذا العام 2024 وصل عدد سكان النرويج قرابة 5.5 مليون نسمة وعدد سكان مصر 111 مليون نسمة أي عشرين ضعف.
مصر اغني دولة والنرويج الأفقر
وقد اُعتبرت مصر عام 1905 عند استقلال النرويج من أغنى دول العالم والنرويج أفقر دولة في أوروبا، وحاليا تعد النرويج صاحبة اكبر صندوق استثماري سيادي في العالم ورابع أثرى دول العالم (تسبقها أيرلندا) وأول دولة على مستوى العالم في مستويات الرفاهية –وفقا لتقييم Legatum Prosperity Index – وتجاوزت بذلك الدانمرك والسويد وسويسرا للمرة الخامسة بالرغم من انها أعلى معدلات غلاء في العالم، في حين انتقلت مصر من قائمة الدول متوسطة الدخل الى تلك الفقيرة.
في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي تم اكتشاف البترول في كل من مصر والنرويج وبعد خمسة عقود مازالت مصر تعتمد على الدول الغربية في استخراج وتكرير البترول من خلال عقود امتياز لدول منها النرويج (شركتي Statoil و AkerSolution النرويجتان)، في حين نجحت النرويج في توطين صناعة البترول واصبحت صناعة رائده لإقتصادها حيث تعد اكبر دولة مصدرة للبترول في أوروبا وصاحبة شركات عالمية متخصصة في استخراج وتكرير الغاز والبترول خاصة ذلك الشاطئ وفي البحار. ويُضرب المثل بالنرويج كنموذج في “ادارة النفط” من خلال الصناديق التى يتم ايداع عائدها فيه للاستثمار والادخار المستقبلي للأجيال القادمة.
التواجد المصري في النرويج حديث ومرتبط ببدء اكتشافات البترول والغاز في الستينات والتى حولتها منذ السبعينات لأكبر دولة أوروبية لإنتاج البترول، ومكنتها لاحقاً –بعد ارتفاع مستويات المعيشة بها- لأن تكون محط جذب للمهاجرين بعدما كانت منطقة طرد في القرن الماضي كأفقر دول أوروبا.
وكانت الأفواج الأولى من المصريين من الفئات المتعلمة كالأطباء والمهندسين وحيث يسهل التعامل باللغة الانجليزية في الوسط النرويجي، ثم ازداد المهاجرين وتنوعت فئاتهم.
ويقيم عدد كبير منهم في مناطق تبعد عن العاصمة أوسلو (بيرجن – تروندهايم – استفنجر) ومنهم نسبة كبيرة يحملون الجنسية النرويجية ، والحكومة النرويجية تشترط لحصول الأجنبي على الجنسية النرويجية أن يتنازل عن جنسيته الأصلية، وهو حال معظم المصريين بالنرويج وان استعاد بعضهم – دون الآخر – الجنسية المصرية. وأعداد المصريين المسجلين بالنرويج من الجيل الأول والثاني والثالث لا يتجاوز الألفين.
بالرغم من البعد الواضح بين مصر والنرويج في المسافات الا ان اهميتها لمصر وتأثيرها وتأثرها بها زاد في السنوات الاخيرة، خاصة وأنه يقام فيها حفل تسليم جوائز نوبل للسلام سنويا.
ونتذكر بفخر أن الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات هو أول عربي يحصل على جائزة نوبل للسلام.
تتشارك النرويج ومصر رعاية القضية الفلسطينية، وقامت النرويج بدور الوسيط في مفاوضات السلام وتمكنت من عقد اتفاقيات أوسلو 1993 والتى كان من المفترض ان تكون مؤقتة والتى اثارت جدلا واسعاً بشأنها وبشأن نتائجها وآثارها ومهدت الطريق لإنشاء السلطة الفلسطينية وتلقيها مساعدات دولية ترأست فيها النرويج لجنة الاتصال الدولية للمانحين لفلسطين AHLC وقدمت اكبر قدر من المساعدات للسلطة الفلسطينية وما زالت المانح الرئيسي لها، واعترفت النرويج بالدولة الفلسطينة –في بيان مشترك مع ايرلندا واسبانيا- في مايو 2024.