قاطرة الثقافة

مارينا نبيل تكتب: العلاقة السامة

تلك العلاقة الإدمانية التي تستنزف روحك، إدمانك لشخص سام.. 

في البداية، يحاول المؤذي أن يظهر بأفضل المظاهر أمامك، حتى تنبهر به وبما يفعله معك.. ثم يسعى للوصول إلى أضعف نقاطك الداخلية ليعززها، فتطمئن له.

يحاول تلبية احتياجاتك أو يوهمك بأنه يفعل ذلك، فتصدقه وتعتقد أنه الأقرب إلى قلبك، وكأنه يرفعك على بساط ليأخذك ويحلق بك في سمائه.   وأنت متمسك به، واثق تماماً أنه لن يتركك تسقط، مطمئناً إياك بأنه سيكون إلى جانبك. 

ثم، فجأة، يسحب ذلك البساط من تحت قدميك ببطء شديد، لتكتشف أنك تهوى من أعلى قمة، ولم تستطع التحليق. تحاول التمسك به، لكنه يتركك تسقط أرضاً، حتى تستكين تحت قدميه. 

وتبدأ المرحلة الجديدة التي تختارها بإرادتك، وهي الذل في سبيل وجوده.   فيستنزفك، يأخذ من روحك ويؤلمك.   يحاول التقليل من كل ما تفعل، ويتلذذ بإذلالك وإهانتك، ويهددك دائماً برحيله.   حتى تقبل بكل ما يطلبه منك، فتظل في طاعته خوفاً من أن يتركك.   

وتظل تنتظر على أمل أن يعود كما كان من قبل، بينما هو يستنزف كل ما فيك، حتى تجد نفسك منهكاً تماماً أمامه، وهو يتلذذ برؤيتك على هذا الحال.   هو كالسرطان الذي يتغذى على كل أجزاء الجسد، حتى ينتهي بخروج الروح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى