«لوحة المجاعة»بين الجفاف واليأس ..قصة صمود مصر القديمة
ماذا يحدث عندما يجف شريان الحياة لحضارة عظيمة؟
تخيلوا زمناً حيث جفت شريان الحياة لحضارة “النيل “، تاركة شعب مصر القديمة في حالة من اليأس، أنها
« لوحة المجاعة»، هذه القطعة الأثرية الفريدة، تأخذنا في رحلة عبر الزمن لتوثيق تلك اللحظة المحورية، حيث يتصدى الفرعون زوسر لتحديات جفاف مدمر لمصر .
تتحدث هذه اللوحة عن سبع سنوات من العذاب، مُسطرةً حكايات مؤثرة عن معاناة الناس و مناشداتهم للإله خنوم، الذي يُعتبر حامي مياه النيل، و كيف تدخل خنوم لاستعادة مياه النيل، وتخفيف المجاعة واستعادة الخصوبة للأرض. وكيف أن الارض كانت كلها في جفاف وكانت الناس تعاني من الجفاف و المجاعه، ويعتقد انها نحتت في عهد البطالمه .
المجاعة في عهد الفرعون زوسر
و هي نقش مصري قديم يروي تفاصيل الجفاف الشديد والمجاعة في عهد الفرعون زوسر، حوالي عام 2670 قبل الميلاد. تم اكتشافها في جزيرة سهيل بالقرب من أسوان وهي مشهورة بروايتها عن معاناة الناس ومناشداتهم للإله خنوم، الذي كان يُعتقد أنه يتحكم في النيل.
تعمل هذه الوثيقة كسجل تاريخي وانعكاس للمعتقدات الدينية في ذلك الوقت، مع التأكيد على الارتباط العميق بين الشعب المصري وبيئته وآلهته.
من هو الإله خنوم ؟
خنوم هو إله مصري قديم مرتبط بالنيل والخلق والخصوبة.غالبًا ما يتم تصويره على شكل شخصية برأس كبش، وكان يُعتقد أنه يتحكم في مياه النيل ويشكل البشر على عجلة الخزاف. بصفته إلهًا للتجديد، لعب خنوم دورًا حاسمًا في الفيضان السنوي لنهر النيل، مما جلب الحياة إلى الأراضي الزراعية.
تقول الأسطورة، أن خنوم ظهر في حلم لزوسر الملك و طمأنه بأن الفيضان سيعود الي مصر مجدداً،
هذه القصة ليست مجرد حكاية عن المجاعة، بل هي شهادة على قدرة الإنسان على الصمود والأمل في أحلك الظروف.
نص البردية
وجاء نص بردية المجاعة كالآتي : «كان قلبى في ضيق مؤلم، لأن النيل لم يرتفع لسبع سنوات، الحبوب لم تكن وفيرة، البذور جفت، كلّ شىء من الأشياء التي كانت لا بدّ أن تؤكل كانت في كميات مثيرة للشفقة، كلّ شخص محروم من حصاده، لا أحد يمكن أن يمشى كثيرًا، الأطفال كانوا يصرخون، الشباب كانوا منهكين، قلوب كبار السنّ كانت حزينة وسيقانهم انحنت إلى الأرض، وأيديهم اختفت بعيدًا، حتى الخدم كانوا بدون عمل، المعابد أُغلقت وقدس الأقداس غطّيت بالغبار، باختصار: كلّ شى في الوجود أُصيب».