بيمن خليل يكتب: طاسوني والخادم والكاهن والخيال
ذهب الخيال ذات يوم ليصلّي في الكنيسة، فقابلته مكرّسة للرب وقالت له: “من أنت؟ أنت غريب عن هنا!” فأجابها: “لست غريبًا، سيدتي، بل أنا خيال! هل تأذنين لي بأن تدلّيني على مكان مكتب الأب الكاهن؟” فتركته المكرّسة مسرعة دون أن تجيبه، وقالت: “لا أضيّع وقتي مع الخيال! لدي فقراء يجب أن أرعى مصالحهم.” ثم ابتعدت عنه.
فتعجّب الخيال من ردّها وقال متعجبًا: “ما بالها؟ أحقًّا ترعى الفقراء ومصالحهم؟”
ثم استأنف تجواله باحثًا عن مكتب الأب الكاهن، فقابله خادم وقال له: “أنت غريب عن هنا، من أنت؟” فأجابه الخيال: “لست غريبًا، بل أنا خيال. هل تأذن لي، سيدي الخادم، بأن تخبرني أين يقع مكتب الأب الكاهن؟” فتركه الخادم مسرعًا وقال: “لا أضيّع وقتي مع الخيال، فأنا ذاهب إلى وقت الخدمة. لدي نفوس كثيرة عليّ خدمتها.”
فتعجّب الخيال من رده وقال متعجبًا: “ما باله؟ أحقًّا يهتم بخدمة النفوس ويدير شؤونها؟”
ظلّ الخيال يتنقّل من شخص إلى آخر، وكلّ منهم يجيبه بما قاله سابقه، حتى قابله الأب الكاهن. فقال له: “أهلًا بك أيها الغريب، فأنت غريب عن هنا، من أنت؟”
أجابه الخيال: “لست غريبًا، يا أبي، بل أنا خيال.” فقال الأب: “أهلًا بك يا بنيّ، تفضّل لنجلس معًا.” فقال له الخيال: “لا أضيّع وقتي إلا مع خيالي، فلديّ خيالات كثيرة عليّ أن أجنيها!”
فقال الأب: “ما باله؟ أحقًّا يجني خياله؟!!”