إيلاري أكرم تكتب في «همسة اجتماعية»: جريمة الروح
كثيراً ما نقرأ في صفحات الجرائد وفي مواقع وسائل الإعلام عن حوادث وجرائم عديدة، وبعضها يصعب على المرء أن يستوعب تفاصيلها نظراً لبشاعتها.
لكن هل فكرت يوماً أن الروح قد تكون ضحية لأصعب الجرائم أيضاً؟
نعم، عزيزي، فليس القتل هو الوحيد الذي يقتل الروح كما يعتقد الجميع. هناك ما هو أصعب من ذلك، وهو ما يصعب على العقل والقلب استيعابه في آن واحد: “الخيانة”.
الخيانة ليست جريمة عادية، بل هي فعل رديء للغاية يشوه ويكسر أعظم عهد، وهو ميثاق الحب الصادق اللامتناهي.
وإذا نظرت معي، عزيزي، نظرة واقعية محايدة إلى الشخص الخائن، سترى أنه يفتقد حقاً لكرامته عندما ينقض أي فعل يليق بقدسية علاقته مع زوجته، وعهد الحب بينهما وزواجهما، دون أن يضع أي اعتبار للحب الذي جمع بين قلوبهم في وعاء مقدس وأبدي.
لقد كسر هذا العهد بكل أنانية، فقط لإرضاء شهواته الرخيصة.
وليس الخائن هو فقط من يقترب جسدياً أو يلتصق بشخص آخر غير زوجته أو حبيبته، بل حتى النظر بشهوة أو قول الكلمات اللطيفة لشخص آخر غير محبوبتك يمثل خيانة بحقها، ويعد تقليلاً من شأنها سواء في غيابها أو حضورها.
فإن الخائن في حقيقته شخص لا يعرف كيف يحب نفسه، فكيف له أن يحب زوجته أو حبيبته؟
إن شهواته هي المحرك الرئيسي لإدارة علاقاته ومسار حياته بأكملها.
وبالتأكيد، السبب في ذلك هو جهله بمعرفة ماهية الحب الحقيقي وأسس نجاحه.
لذلك، عزيزي، لا يمكنك أبداً أن تثق في شخص خائن، لأنه لن يكون قادراً على الالتزام مع شريك حياته في وعوده أو إخلاصه له، سواء في حضوره أو غيابه.