أميرة عزت تكتب: ماكرون الرئيس الفرنسي الودود وحفاوة استقبال شعب مصر له

“أغادر مصر بعد ثلاثة أيام مؤثرة. رأيت فيها نبض القلوب، في ترحيبكم الكريم، في قوة تعاوننا، في الدعم الذي نقدمه معًا لأهالي غزة، في العريش حيث يقاوم الأمل الألم. شكرًا لكم. تحيا الصداقة بين شعبينا!”
بهذه الكلمات أنهى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته لمصر.
ورغم أن الزيارة لم تستغرق سوى ثلاثة أيام فقط، فإنها كانت مليئة بالفعاليات والأحداث؛ فقد زار خلالها العريش، وتم عقد القمة الثلاثية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل الأردن. كما شهدت الزيارة انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي، بالإضافة إلى حضور ماكرون في الملتقى المصري الفرنسي للتعليم العالي، والذي أقيم داخل جامعة القاهرة.
ورغم كثافة اللقاءات والفعاليات الاقتصادية والسياسية والتعليمية خلال الزيارة، فإن اللمسات الإنسانية كانت الأبرز والأكثر تداولًا على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المصرية والفرنسية والدولية.
وقد تجلى ذلك في المشهد الذي جمع بين الرئيس الفرنسي والرئيس عبد الفتاح السيسي، وهما يسيران متشابكي الأيدي داخل منطقة الحسين، مارّين بين شوارعها الأثرية القديمة التي تشتهر بازدحامها، وسط تفاعل كبير من المواطنين الذين التقطوا الصور السيلفي معهم.
كان مشهدًا مليئًا بإحساس الأمن والأمان والاستقرار، لاقى تفاعلًا واسعًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تأثر ماكرون بتلك اللمسات الإنسانية، وشارك مقطع فيديو لزيارته إلى منطقة الحسين عبر صفحته الرسمية، وكتب عليه:
“شكرًا لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وللشعب المصري على هذا الاستقبال الحار. هذه الحماسة، وهذه الأعلام، وهذه الطاقة التي تليق بخان الخليلي: تحية نابضة للصداقة التي تجمع بين مصر وفرنسا!”
وتكرر المشهد الإنساني مرة أخرى عند دخول ماكرون قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، ولكن هذه المرة كان بمفرده أثناء حضوره الملتقى المصري الفرنسي للتعليم العالي.
وهنا كنت شاهد عيان على حضوره، فقد كنت من المدعوين داخل الملتقى، ورأيت ماكرون، ذلك الرئيس الودود المحب، عند دخوله القاعة من باب كبار الزوار، كيف ألقى نظرة مبهورة على الحضور، ثم رفع عينيه للطوابق العليا وحيّا الحاضرين بيده.
جلس ماكرون على المسرح بجوار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور، وخلفه مجموعة من طلبة الجامعة الفرنسية في مصر. وكان يدير اللقاء رئيس الجامعة الفرنسية الدكتور محمد رشدي، الذي تحدث باللغة العربية طوال الجلسة، رغم كونه فرنسيًا.
خلال الجلسة، عرض ثلاثة طلاب من الجامعة الفرنسية تجاربهم الدراسية، ووجّهوا أسئلتهم للرئيس ماكرون، الذي استمع إليهم باهتمام بالغ، وظل يدون ملاحظاته أثناء حديثهم.
وعندما صعد لإلقاء كلمته، استهلها بدعابة لطيفة قائلًا إنه لا يرغب في إلقاء كلمة لأن رئيس الجامعة الفرنسية دكتور محمد رشدي لم يقدمه كما قدّم الطلاب، ممازحًا بأنه يشعر بالغيرة.
عبّر ماكرون في كلمته عن سعادته بزيارة مصر، وتأثره بالحضارة المصرية العريقة، وقال جملة تحمل دلالات عميقة:
“مصر هي أقدم حضارات العالم، ورغم ذلك تعد دولة شابة، وهذا تناقض عجيب.”
وبعد انتهاء كلمته، كان من المقرر أن يغادر من باب كبار الزوار، إلا أنه فاجأ الجميع ونزل إلى وسط القاعة، والتقط العديد من الصور السيلفي مع الحضور.
كانت القاعة تعج بطلاب الجامعة الفرنسية، ورؤساء الجامعات المصرية، وطلاب فرنسيين يدرسون في مصر، وأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى إعلاميين وصحفيين مصريين وفرنسيين، ومسؤولين من وزارة التعليم العالي، وأعضاء السفارة الفرنسية. تجمهر الجميع حول ماكرون، الذي حرص على التفاعل معهم، بل واخترق الحراسة في بعض الأحيان ليتيح الفرصة للجميع بالتقاط الصور.
وعند باب القاعة، أمسك بهاتف أحد الحضور والتقط صورة سيلفي بنفسه، في مشهد لافت أدخل البهجة والفرح على جميع الحاضرين.وغادر ضيف مصر العزيز سعيدًا بطاقة الحب والدفء التي تلقاها من المصريين، الذين أحاطوه بمشاعر الاحترام والتقدير والحفاوة.

