أميرة عزت تكتب : شهداء ليبيا والشارع المصري وثأر الجيش
![أميرة عزت تكتب : شهداء ليبيا والشارع المصري وثأر الجيش](https://alqatera.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG_٢٠٢٥٠٢١٥_٢٢٠٩١٠.jpg)
يحل اليوم ذكرى شهداء ليبيا، ذكرى ذبح ٢٠ شاب مصري وشاب اثيوبي على يد تنظيم داعش الإرهابي، ففي مثل هذا اليوم، بث ذلك التنظيم الإرهابي فيديو ذبح الشهداء، مشاهد الفيديو راسخة في عقول و أذهان كل مصري، حينما رأينا ابطالنا واقفين صامدين لا يأبوا الموت أو الذبح..وهنا اتذكر رد فعل الشارع المصري .
ففي ثاني يوم بث فيديو الذبح، كان حديث الشارع المصري كله عن تلك الحادثة البشعة، تأثر كافة المصريين مسلمين ومسيحيين بمشاهد الدم التي غمرت شاطئ سرت في ليبيا، وانا اسير في طريقي للعمل حينها كانت معظم العبارات من اخواتنا المسلمين استنكارية عن كيف كان صمود هؤلاء الشباب، وعلل البعض صمودهم بأنهم مؤكد تم تخديرهم، لذلك هم ليسوا في وعيهم، و ظاهرين بهذا الثبات والصمود وعدم الخوف .
ولكن حينما كنت اسمع تلك العبارات، ينتابني انا شعور الاستغراب،بالمنطق كيف هؤلاء القتالة الجبابرة سفاكي الدماء أعضاء تنظيم داعش أن يكون لديهم رحمة حتى يخدرون ضحاياهم حتى لا يشعروا بالعذبات ولحظة الموت الرهيبة.
ولكن معظم أقباط مصر من صغيرهم حتى كبيرهم لم ينتباهم اي استغراب، ذلك لأنهم تربوا وتعلموا داخل الكنيسة القبطية علي سير الشهداء الذين اضطهدوا وذبحوا، فقد عذبوا ابشع العذابات على اسم السيد المسيح له المجد، بدءً من عصر دقلديانوس الأمبراطور الروماني الذي اضطهاد المسيحيين ببشاعة، مروراً بكافة الأحداث الطائفية .
وقد احى هذا المشهد، مشاهد الاستشهاد التي سجلتها الكنيسة القبطية، وحفرت اسماء شهدائها داخل اروقتها وكتبها، حقًا هم ابطال رفعوا رأس كنيستهم وإيمانهم، بل ووطنهم مصر .
ووطنهم مصر تلك الدولة التي خرج رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي وقتها متأسفة على هذا الحادث ينعي أهالي الضحايا، بل وتم الثأر لهم ثاني يوم ذبحهم وقد ضربت الدولة بيد من الحديد معقل داعش في ليبيا بطائراتها و ثأرت لأبناء الوطن .
ثم أكملت الدولة دورها في حبها لأولادها، وأعلنت كيف يقف جيشها حامي حمى شعبها، وكيف يثأر لأي مصري بكل عزة وكرامة وشدة، وقد انتجت شركة المتحدة الإعلامية فيلم السرب ليحكي لنا كواليس عملية ضرب معقل داعش، وكيف كان الجيش المصري يتابع الحادث وعلى درايه بكافة الأمور، احتوى أيضًا على مشاهد كثيرة جديرة بالتحية، من اول مشهد بث الفيديو على الشاشات، وتأثر أهالي وأمهات الشهداء ورد فعل الشارع المصري وتأثره وحزنه على هذا الحادث الآليم.
وكما قال السيد المسيح له المجد، وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: حَاشَا لِي! فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ.” (1 صم 2: 30)، أكرم الله الشهداء و تم بناء كنيسة لهم في القرية منشأ رأس هؤلاء الشهداء، وهي قرية العور بمحافظة المنيا، وذلك بعد إعلان المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، موافقة الدولة على بناء الكنيسة تكريمًا لشهداء المنيا الـ20.
وتم إنشاء كنيسة كبيرة في قرية العور مركز سمالوط محافظة المنيا، وتكريمًا لهم أيضًا، عصرت شرطة ليبيا علي أجساد الشهداء خلال عام ٢٠١٧ لتعود الأجساد إلى وطنهم مصر في مشهد يعمه الفرح والبهجة، وتوضع الأجساد داخل كنيستهم بزفة عرس لهم تضمهم جميعًا وهما ” ميلاد مكين ، أبانوب عياد، ماجد سليمان، يوسف شكرى يونان، كيرلس شكري،بيشوى أسطفانوس، صموئيل أسطفاوس ، ملاك إبراهيم ،تواضروس يوسف ،جرجس ميلاد،مينا فايز ،هانى عبد المسيح،بيشوى عادل ،صموئيل ألهم، عزت بشرى ،لوقا نجاتى،جابر منير ،عصام بدار، ملاك فرج ،سامح صلاح، بالأضافة للشهيد ماثيو الأفريقي .
شهداء ليبيا الشجعان تحية لكم، اذهلتم العالم بقوة إيمانكم وثباتكم، استحقيتم أكاليل المجد والسماء، عشتم بسطاء و غزيتم العالم بقوة إيمانكم، تحية لكم ولذكراكم التى سوف تظل خالدة إلى مدى الأجيال والدهور .